ابن شهيد

382 هـ – 426 هـ

عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي أبو مروان.

وزير، من أعلام الأندلس ومؤرخيها وندماء ملوكها.

ولد ومات بقرطبة.

له (تاريخ) كبير يزيد على مائة جزء، بدأه بعام الجماعة (40 هـ) وختمه عام وفاته، مرتباً على السنين.

وجاء في "وفيات الأعيان" لابن خلكان: أبو عامر أحمد بن أبي مروان عبد الملك بن مروان بن ذي الوزارتين الأعلى أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد الأشجعي الأندلسي القرطبي؛ هو من ولد الوضاح بن رزاح الذي كان مع الضحاك بن قيس الفهري يوم مرج راهط، ذكره ابن بسام في كتاب الذخيرة، وبالغ في الثناء عليه، وأورد له طرفاً وافراً من الرسائل والنظم والوقائع. وكان من أعلم أهل الأندلس، متفنناً بارعاً في فنونه، وبينه وبين ابن حزم الظاهري مكاتبات وماعبات، وله التصانيف الغربية البديعة، منها كتاب كشف الدك وإيضاح الشك، ومنها التوابع والزوابع، ومنها حانوت عطار، وغير ذلك. وكان فيه مع هذه الفضائل كرم مفرط، وله في ذلك حكايات ونوادر ومن محاسن شعره من جملة قصيد:

وتدري سباع الطير أن كماته

 

إذا لقيت صيد الكماة سبـاع

تطير جياعاً فوقه وتـردهـا

 

ظباه إلى الأوكار وهي شباع

وإن كان هذا معنى مطروقاً، وقد سبقه إليه جماعة من الشعراء في الجاهلية والإسلام، لكنه أحسن في سبكه وتلطف في أخذه.

ومن رقيق شعره وظريفه قوله:

ولما تملأ مـن سـكـره

 

ونام ونامت عيون العسس

دنوت إليه علـى بـعـده

 

دنو رفق درى ما التمس

أدب إليه دبيب الـكـرى

 

واسمو إليه سمو النفـس

وبت به ليلتي نـاعـمـاً

 

إلى أن تبسم ثغر الغلـس

أقبل منه بياض الطـلـى

 

وأرشف منه سواد اللعس

ومعظم شعره فائق.

وكانت ولادته سنة اثنتين وثمانين وثلثمائة، وتوفي ضحى نهارالجمعة سلخ جمادى الأولى سنة ست وعشرين وأربعمائة، بقرطبة. ودفن ثاني يوم في مقبرة أم سلمة، رحمه الله تعالى.

وأبوه عبد الملك مذكور في كتاب الصلة.

وشهيد: بضم الشين المثلثة وفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها دال مهملة.

من قصائده: