يوسف الصايغ

1933 – 2005 م

ولد الشاعر العراقي يوسف الصايغ في
البصرة بالعراق . كان من شعراء المراثي البارزين بين شعراء العراق الحديثين الذين تبنوا الشعر الحر الحديث . وكانت فاجعة موت زوجته جولي في حادث سيارة قد فجرت ما كان يختزنه من عاطفة عميقة تغطت على طول زمن غير قصير بالتزام سياسي نراه فيه متنقلاً بين شيوعية مبكرة في حياته فقومية عربية فصدامية مكرساً بعض وقته في تمجيد حاكم العراق السابق. وكانت قصيدته " المعلم " افضل ما كتب من شعر سياسي . ثم حولته فاجعة موت زوجته الي شاعر يحاول تحدي الموت وترويضه جاعلاً من الموت المؤكد موتاً ملغى وكأنه ينتظر عودة المرأة التي أحب، في أي وقت .

قال الصايغ قصائد سياسية فأخفق ، وقال شعر تفجع وحب فنجح وحلّق . فمرثاته " سيدة التفاحات الاربع " كانت أبرز ما قاله شعراً وما كتب . وجاءت هذه المرثاة على أثر مقتل زوجته في حادث سيارة في أضنة بتركيا حيث كان قد توقف لتشيري جولي اربع تفاحات انتثرت على التراب عند موتها .

كان الصايغ مقلأً في عطاءه الشعري . من بين ما تركه : " اعترافات مالك بن الريب" و "سفر الرؤيا" ، فضلاً عن قصائد سياسية مبعثرة أهمها قصيدة " المعلم" . غير أن "سيدة التفاحات الاربع" تبقى أفضل ما كتب شعراً . فهي ، ولا شك ، صرخة من الاعماق تكشف عما اختزنه هذا الشاعر من عاطفة وحب عميقين .

كان الصايغ رساماً وروائياً ومسرحياَ . وكانت رسومه تتمتع بحساسية نفسية خاصة وتعبيرية تكمل حساسيته الشعرية . مات في
دمشق بسوريا حيث عاش ايامه الاخيرة يستدعي الموت. وما قاله في احدى قصائده الاخيرة يعزز هذا الاستدعاء ، وكأنه قد سئم الحياة مرحباً بلقاء جولي حيث قال: 

              زرني ، أخاف
              تكاد يائسة تفل عزيمتي .
             والموت كل الموت عندي أن أهون
             ولا ترى الميقات عيني
             رؤيا الرجال الصادقين.

من قصائده:...