1897-1977م
ولد الشاعر أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف في العراق. التحق صغيراً بالكتاب في النجف ثم حصّل دروساً خاصة في العلوم الأدبية والدينية. درّس الآداب العربية في إيران لسبع سنوات بين 1920 و1927. عمل محرراً في مجلات أدبية ودينية بينها مجلة العرفان في صيدا، لبنان. عاش مبعداً بين إيران والكويت وسوريا ولبنان ورجع إلى بغداد حيث توفي بعد مدة قصيرة من رجوعه.
ينتسب أحمد الصافي النجفي إلى أسرة حجازية قدمت إلى البصرة واستقرت في النجف. جده لأمه الشيخ محمد حسين الكاظمي لبناني الأصل من بلدة الزرارية قرب صور.
نشأ النجفي في جو حافل بالعلم والأدب والدين فتقرب في صغره من علماء النجف يتعلم الأصول الدينية. مات والده وهو في العاشرة من عمره فغادر المدرسة وراح يثقف نفسه بنفسه، فدرس المنطق والنحو والصرف والبيان. ولما توفيت والدته وهو في السابعة عشرة أصيب بمرض عصبي شديد فامتنع عن الدراسة واكتفى بالمطالعة وأقبل على المجلات والصحف عله يأخذ منها معرفة افتقدها.
اشترك في ثورة 1919 ضد البريطانيين فصدرت الأوامر باعتقاله مما اضطره للفرار إلى طهران بعد أن أمضى اثني عشر يوماً ماشياً على قدميه. التحق بإيران بعدد من المدارس يدرس اللغة الفارسية ويحسّن من لغته العربية. مكث في إيران سبع سنوات ترجم خلالها "رباعيات الخيام" ترجمة دقيقة، ونقل إلى الفارسية كتاب "علم النفس" لعلي الجارم وأحمد أمين ليدرّس في دار المعلمين.
عاد إلى العراق سنة 1927 بعد أن استقل البلد. لكن حرّ العراق الشديد أثر على صحته فنصحه الاطباء بمغادرة البلاد إلى سوريا ولبنان. فجاء دمشق سنة 1930 حيث سكن في غرفة خالية مهجورة ملحقة بشارع قرب سوق الحميدية. وكان يأتي إلى بيروت بين حين وآخر ليقيم في غرفة متواضعة قرب مستشفى أوتيل ديو.
نشبت أثناء إقامته في بيروت ثورة في العراق تزعمها رشيد عالي الكيلاني فراح النجفي يقود التظاهرات الطلابية في لبنان ويلهب مشاعر الناس بقصائده الحماسية فاعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة الترويج للأفكار النازية وظلّ رهن الاعتقال ثلاثة وأربعين يوماً خرج في نهايتها حاملاً ديوانه الجديد "حصاد السجن".
أصيب خلال الحرب الأهلية في لبنان برصاصات قيل إنها طائشة، ونقل إلى مستشفى المقاصد في حالة من الإغماء. وبعد تماثله إلى الشفاء رجع إلى العراق منهياً نفياً دام ستة وأربعين عاماً. وكان قد أصبح شيخاً متهدماً فاقد البصر.
مات في بغداد ودفن في النجف.
من مؤلفاته الشعرية: الأمواج 1932، أشعة ملونة 1938، الأغوار 1944، ألحان اللهيب 1947، شرر 1952، اللفحات 1955. له ترجمات ومقالات منها: رباعيات عمر الخيام 1926، حصاد السجن 1949.