1898- 1980م
ولد الشاعر والناقد شفيق جبري في دمشق بسوريا في عائلة عريقة في التجارة. ادخله والده مدرسة الآباء اللعازرين في دمشق حيث أنهى علومه الابتدائية والثانوية.
التحق بعد تخرجه بعائلته التي كانت تقيم آنذاك في يافا بفلسطين ليساعد في أعمالها التجارية. وعند نشوب الحرب العالمية الأولى انقطع عن العمل وعكف على المطالعة لتحسين لغته العربية، ذلك أن مدرسة اللعازرين في دمشق كانت تشدد على تدريس اللغة الفرنسية ولا تهتم كثيراً باللغة العربية وآدابها.
عاد مع عائلته إلى دمشق سنة 1918 فور انتهاء الحرب العالمية الأولى حيث أكمل ما فقده من تعمق في الآداب العربية، فدرس ابن خلدون والجاحظ والمتنبي والبحتري وسواهم. وقد ساعدته هذه الفترة أن يتمكن من اللغة فاكتسب أسلوبه سهولة في التعبير ومال إلى الشعر والبيان العربي الأصيل. ويعود الفضل في ذلك إلى الشاعر خير الدين الزركلي الذي تولى تدريسه العربية وأصول الشعر.
دخل الجيش العربي في دمشق وعيّن في دائرة المطبوعات لمراقبة الصحف وانتقل بعدها إلى وزارة الخارجية. ولما دخل الجيش الفرنسي إلى العاصمة السورية عيّنه وزير المعارف محمد كرد علي، وكان أديباً بارزاً، رئيساً للديوان نظراً إلى إتقانه العربية والفرنسية.
اختير جبري مديراً لمدرسة الآداب العليا التي أنشأها الفرنسيون المنتدبون على سوريا. ولكن وظيفته طارت والمدرسة أغلقت بعد مدة قصيرة لأسباب سياسية. تقاعد جبري آنذاك عن العمل وانصرف إلى المطالعة ونشر المقالات والقصائد في الصحف التي كان يغلب عليها الاتجاه الوطني.
كانت قصائده باكثرها في الثورة وفي موضوعات وطنية واشتهر برثاء كبار القادة الذين توفوا خلال هذه الفترة ومنهم الملك فيصل الأول، سعد زغلول، فوزي الغزي، أحمد كرد علي، شوقي، حافظ والمنفلوطي.
التحق بعد جلاء الفرنسيين بالجامعة السورية حيث عيّن عميداً لكلية الآداب سنة 1948 وبقي فيها إحدى عشرة سنة أصدر في خلالها كتابه "دراسة الأغاني".
ظل معظم إنتاجه الأدبي مبعثراً غير مجموع. وكان قد نشر في عدد من الصحف والمجلات السورية بينها القبس والأيام ومجلة الحديث الحلبية ومجلة المجمع العلمي العربي.
من مؤلفاته: المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس 1930، الجاحظ معلم العقل والأدب 1932، العناصر النفسية في سياسة العرب 1945، بين البحر والصحراء 1946، دراسة الأغاني 1951، أبو الفرج الأصبهاني 1955، أنا والشعر 1959، أنا والنثر 1960، أرض السحر 1962، نوع العندليب (ديوان شعري نشر بعد وفاته) 1984.