يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ |
ويَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ |
أَنْتَ كُلُّ الأَمِيرِ نُبْلاً وَفَضْلاً |
وَسُموًّا وَأَنْتَ كُلُّ الْحَبِيبِ |
غَيْرُ مَا يَبْغُضُ العِدَى مَنْكَ والأَ |
سْيَافُ تُدْمَى وَالنَّقْعُ شَبْهُ خَضِيبِ |
وَبَدِيعٌ فِي السِّلْمِ أَنَّكَ غَازٍ |
مِثْلَمَا كُنْتَ غَازِياً فِي الحُرُوبِ |
تَسْتَمِيلُ النُّهَى وَتَسْتَلِبُ الْوِدَّ |
وَيَبْغِي رِضَاكَ كُلُّ سَلِيبِ |
وَجْهُكَ الطَّلْقُ وَهْوَ نُورٌ تَجَلَّى |
فِي عُذَارٍ حَلاَهُ بِدءُ المَشِيبِ |
أَبَداً فِي الصَّفَاءِ مِرْآةُ صِدْقٍ |
لِصَفَاءِ فِي النَّفْسِ غَيْرِ مَشْوبِ |
بِكَ أَزْكَى الخِلاَلِ تَيْنَعُ فِيهَا |
ثَمَرَاتُ الْمَوْهُوبِ وَالْمَكْسُوبِ |
وَبِكَ الْحِلْمُ وَالسَّمَاحَةُ طَبْعٌ |
لَيْسَ فِي آلِ هَاشِمٍ بِعَجِيبِ |
وَمِنَ الْعِلْمِ فِيكَ أَوْفَرُ حَظٍّ |
زَانَهُ مِثْلُهُ مِنَ الْتَّهْذِيبِ |
هَذِهِ صُورَةٌ نَظَمْتَ حُلاَهَا |
فِي إِطَارِ هَدَاهُ غَيْرُ رَحِيبِ |
أَخَذَتْهَا الْعَيْنُ اخْتِطَافاً فَأَبْدَتْ |
لَمْحَةً مِنْ جَلاَلِكَ الْمَحْبُوبِ |
مِصْرُ تَزْهَى بِطَلْعَةِ الْعَاهِلِ الْعَ |
ادِلِ وَالْحَاكِمِ الْحَصِيفِ الأَرِيبِ |
وَتُحّيِّي في الضَّيْفِ أَيَّ خَطِيبٍ |
لاَ يُدَانَى شَأْواً وَأَيَّ أَدِيبِ |
أَلْمَعِيٌّ تُزْجَى القَوَافِي إِلَيْهِ |
خَاشِعَاتٍ لَدَى الْمُقَامِ الْمَهِيبِ |
أَيُّهَا الزَّائِرُ الَّذِي تَلْتَقِيهِ |
مُهَجٌ حَيْثُ حَلَّ بِالتَّرْحِيبِ |
نَحْنُ قَوْمٌ َأعَزَّهُمْ عَطْفُكَ السَّامِي |
وَفَازَوا مِنْ فَيْضِهِ بِنَصِيبِ |
مِنْهُمُ فِي ذُرَاكَ جَارٌ وَلَكِنْ |
مَا غَرِيبٌ تَظَلُّه بِغَرِيبِ |
كَرَمٌ مِنْكَ أَنْ سَمَحْتَ لَهُمْ فِي |
يُوْمِ يُمْنٍ بِنَظْرَةٍ مِنْ قَرِيبِ |
شُكْرُهُمْ وَهْوَ مَا تَبَيَّنْتَ يَجْلُو |
أَثَرَ الْغَيْثِ فِي الْمَكَانِ الخَصِيبِ |
يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ |
وَيَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ |