بليغ حمدي

1932 م- 1993
وُلد بليغ حمدي بمدينة 
القاهرة، بمنزل والده أستاذ مادّة الترجمة والمُترجم المعروف.

 

وبعد انتهاء بليغ من دراسته الثانوية، التحق طالبًا بكُليّة الحقوق جامعة القاهرة، ثم عاش هاويًا للموسيقى والغناء، إذ كان صاحب صوت جميل، وله حاليًا، في مكتبه بالاذاعة المصرية، تسجيلات بصوته تشهد بذلك. وكلّها من ألحان غيره من المُلحّنين.

 

استمع الجمهور إلى بليغ حمدي مُطربًا لأوّل مرّةٍ فيما كان يُسمّى بِرُكن الهُواة، ثم لحّن للمطربة عواطف محمود كامل الخطيب (فايدة كامل) لحنًا أجازته لجنة الإستماع بالإذاعة، وبذلك أصبح مُلحّنًا بالإذاعة وغيرها. وقد تدرّج بجهده حتّى أصبح من بين الصّفوة من المُلحّنين الكبار.

 

وإذا كان بليغ حمدي يُعتبر من الملحّنين المتحررّين من أيّ قيد يَحُول بينه وبين التّحليق في سماء الفن الذي عشقه منذ أن فتح عينه على الدُّنيا، فإنّه لم يترك بابًا يأنسُ من ورائه شعاعًا من فائدةٍ فنّيةٍ إلاّ وَلَجَهُ.

 

على أنّ بليغ حمدي قد اتّخذ من الغناء القديم ركيزةً لِفَنّه. وبعد سنوات من السّير على الشّوك مع عبد الحليم حافظ، اعترفت الإذاعة بقدرتهما الفنّية، وراح بليغ يُجاهد نفسه التّي كانت رغبتها تنصرف إلى الغناء، حتّى سيطر عليها، وتمّ له تحويلها نحو التّلحين الذي كانت عناصره الكاملة كافيةً فيه، ومُستوفاة عنده. فانطلق في سبيله نحو غايته، مُتنقّلاً من محطّة نجاحٍ إلى محطّة نجاح.

 

وعندما استمعت إلى ألحانه كوكب الشّرق، الرّاحلة أم كلثوم، غنّت له "حُبّ إيه اللّي إنتَ جاي تْقول عليه" وتلته عدّة ألحانٍ ناجحةٍ، منها "أنساك ده كلام"، "الحُب كده"، ألف ليلة ...". وكانت أغنية "أنساك" أولى ألحانه لكوكب الشرق.

 

وبوصول بليغ حمدي إلى التّلحين لأمّ كلثوم يكون، كما قال الشّاعر السّفير "أحمد عبد المجيد": <<قد بلغ مرتبة شعراء المُعلّقات الخالدة على أيّام الجاهليّة>>.

 

مِن حقّ بليغ حمدي علينا أن نذكُر بعض غنائيّاته التي نجحت مع المطربات المجيدات، مثل "الطّير المُسافر" لنجاة حسني، و"وحشتوني" لوردة، "رِدّوا السّلام" لتلميذته النّجيبة عفاف راضي.

 

وفي مجالٍ هامٍ، هو مجال المسرح الغنائي، علينا أن نذكر أنّه ساهم في مسرح الدّولة بتلحين أوبّريت عُرِضَت على مسرح دار الأوبرا المصريّة القديمة. كما ساهم بتلحين أوبريتات واستعراضاتٍ غنائيّةٍ في المسارح الخاصّة والسّينما والتّليفزيون.

 



القاهرة
أم كلثوم