آسيا داغر

1901- 1986

ولدت آسيا داغر في قرية تنورين اللبنانية، وبدأت حياتها كممثلة في لبنان عندما قدمت فيلمها القصير "تحت ظلال الأرز 1922". بعدها بخمس سنوات، ســافرت إلى القـاهـرة، حـيث ظـهـرت كـممـثلة فـي أول فيـلم مـصـري صـامت، وهـو فيــلم "ليـــلى" الذي أنتجته "عزيزة أمير". وفي نفس العام أسست شركة لوتس فيلم لإنتاج وتوزيع الأفلام واستمرت في الإنتاج، بينما توقفت شركـات إبراهيم وبدر لاما وعزيزة أمير وبهيجة حافظ، ولذلك استحقت الفنانة "آسيا" لقب عميدة المنتجين، وأصبحت شركتها لوتس فيلم أقدم وأطول شركات الإنتاج السينمائي المصري عمراً.

 

عرفت آسيا داغر بأم السينما المصرية، فهي رائدة من رائدات هذه السينما، بل وسيدة الإنتاج السينمائي الرفيع. أمضت حياتها وهي تعمل في السينما كممثلة ومنتجة. عمرها من عمر السينما المصرية، وهي جزء من تاريخها وحاضرها، حيث أهدت لها ما يقارب السبعين فيلماً.

 

فيلم غادة الصحراء كان أول بطولة لها، إضافة إلى أنه باكورة إنتاجها. فقد استعانت بالفنان التركي "وداد عرفي" لإخراج هذا الفيلم، ثم مع "إبراهيم لاما" لإخراج فيلم "وخز الضمير". بعدها تعرفت على السينمائي والروائي والصحفي "أحمد جلال"، فأخرج لها كل ما أنتجته من أفلام في الفترة ما بين عامي 1933 و1942، والتي قاربت العشرة أفلام، أهمها: عيون ساحرة ـ 1934، شجرة الدر ـ 1935، فتاة متمردة ـ 1940.

 

منذ بداية عملها في الإنتاج السينمائي، أعطت آسيا داغر اهتماما خاصاً للأفلام التاريخية الملحمية، فقد أنتجت فيلم "شجرة الدر" في بداية مشوارها الفني، ثم فيلم "أمير الانتقام" الذي أخرجه "هنري بركات" عام 1950. إلا أنها توَّجت إنتاجاتها الملحمية الضخمة بفيلم "الناصر صلاح الدين" الذي تكلف إنتاجه مائتي ألف جنيه، وكان ذلك وقتها أعلى ميزانية توضع لإنتاج فيلم مصري.

 

ووُصفت تجربتها الإنتاجية في هذا الفيلم بأنها التجربة السينمائية المريرة التي مرت بها خلال مسيرتها الفنية الطويلة. فقد استمر الإعداد للفيلم لمدة خمس سنوات، وكان من المفترض أن يخرجه "عز الدين ذو الفقار" ولكنه مرض أثناء كتابة السيناريو، وذلك بعد أن تعاقدت مع الممثلين. فأجلت البدء في العمل، حتى نصحها "ذو الفقار" بعد أن اشتد عليه المرض الاستعانة بالمخرج "يوسف شاهين"، وكان هذا أول تعامل لها معه. وقد ضحت آسيا داغر بالكثير من أجل إنتاج "الناصر صلاح الدين"، حيث استدانت من هيئة السينما ورهنت حتى عمارتها اليتيمة، وتعرضت للحجز في أثاث بيتها وأثاث شركتها وسيارتها أيضاً. إلا أنه لم يحقق ذلك المردود المادي الذي كان متوقعاً له، بل إنه ألحق خسارة كبيرة بمنتجته.



القاهرة
يوسف شاهين