نادرة أمين مصطفى

1906 - 1990م
وُلِدَت المطربة والملحّنة نادرة أمين في حيّ عابدين بالقاهرة، من والدٍ مصريٍّ من بلدة رشيد، يرجع أصله إلى أسرة شتا المعروفة هناك، ومن أمٍّ لبنانية الأصل. ومن أجل هذا كان أغلب النّاس يعتقدون أنّ "نادرة" شامية الهُويّة.

 

أصبحت نادرة يتيمة تقريبًا وهي في الثّانية من عمرها، إذ رحلت أمّها في الخامسة والثلاثين من عمرها، وكان والدها قد سافر من قبل إلى أميركا وتزوج وأنجب من زوجته هناك. وهنا، تولَّت عمّتها وجدّتها لأبيها تربيتها.

 

أحبّت نادرة أمين الغناء وهي بعد تلميذة بالمدرسة الإبتدائية. وكانت تهرب مع بعض زميلاتها إلى حديقةٍ كانت قريبةً من منزلها، وتغنّي لرفيقاتها، وتستمتعُ بتصفيقهنّ وإعجابهنّ.

 

اضّطرت الأسرة لتزويج نادرة أمين في سنّ الثالثة عشرة؛ ولكنّها هربت بعد ستّة أشهرٍ من الزّواج، فطلّقها زوجها لأنّ الفن كان يشغل كلّ حياتها.

 

درست نادرة أمين العزف على العود على يد موسيقيٍّ يُدعى يوسف عمران، وكان له صوتٌ حسنٌ. وجعل يُعلّم نادرة أمين كيف تُغنّي الموشّحات مع فنّانٍ اسمه البطش. ووقف سامي الشّوا بجانبها حتّى غنّت في حفلةٍ عامّةٍ على مسرح رمسيس المعروف الآن بإسم مسرح الرّيحاني. كان ذلك في أوائل الثّلاثينيات.

 

في عام 1932، قامت نادرة ببطولة فيلم "أنشودة الفؤاد" أمام جورج أبيض والمحامي الهاوي عبد الرحمن رُشدي والشّيخ زكريا أحمد الذّي لحّن غنائيّات الفيلم وقام بدورٍ بسيطٍ، دور "اللّص"، ولكنّه نجح فيه نجاحًا كبيرًا.

 

من أهمّ غنائيات فيلم "أنشودة الفؤاد" التّي كتبها شاعر القطرين خليل مطران ولحنّها زكريا أحمد: يا بحر النّيل يا غالي، وقصيدة أَمُسْعِدي أنتَ في مُرادي، ويا أيُّها البلبل الحنون.

 

بعد نجاح نادرة في فيلم "أنشودة الفؤاد" سافرَت إلى المغرب والعراق.

 

ومن أشهر غنائياتها الدّينية بالإذاعة، دعاء "يا رب هيّئ لنا من أمرنا رشدًا"، وهي من تلحين نادرة نفسها، على الخطوط اللّحنية القديمة للحن الشيخ أبو العلاء محمّد.

 

ساهمت نادرة في الأغاني الوطنية. ففي عام 1948، غنّت للجيش المصري وهو ذاهب إلى أرض فلسطين. وكذلك غنّت في أوائل ثورة 23 يوليو.

 

رحلت نادرة أمين بعد احتفالها بعيد ميلادها الرّابع والثمانين بسبعة أيّامٍ تمامًا..

 

 



زكريا أحمد