حامد عويس

  1919-2011
 ولد الفنان التشكيلي المصري حامد عويس في "بني سويف" بمصر وهي منطقة زراعية فلاحية. التحق بمدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة حيث لم تطل إقامته بعد أن عانى من تصلب وتزمت بعض مدرسيه المتعلقين بالشكل والقواعد الفنية التقليدية فانتقل إلى معهد "البيداغوجي" حيث تتلمذ على يد الفنان يوسف عفيفي. وكان هذا المعهد يضم عدداً من الفنانين المتجددين أمثال صلاح يسري وجمال السيغيني وغزبيا سيري وزينب عبد الحميد وسواهم الذين جمع بينهم التوجه نحو أفكار جديدة مستمدة من العالم الواقعي بعيداً عما سموه بالفن الفولكلوري المتوارث والسريالية أو فوق الواقعية. وكانت هذه المجموعة متأثرة بالواقع الثوري الجديد الذي أحدثته ثورة 1952 المصرية.
 
 أعجب عويس بأعمال بيكاسو وماتيس وفوف فانعكس هذا الإعجاب في اعماله الأولى. وفجأة تبدلت أعماله بعد زيارته إلى إيطاليا عام 1952 حيث شاهد أعمال الفنانين الخارجين على المدرسة الإيطالية التي تأثرت بالحركة الفاشية.
 
 رجع إلى مصر وقرر الإقامة في الإسكندرية، تلك المدينة المشبعة بالنور والشمس والألوان وتقرب من الفنان التلويني محمد سعيد. وبدأنا في هذه المرحلة نراه يقيم علاقة تلاحمية بين الإنسان ومحيطه، بين العامل وعدته، بين الفلاح وغلاله، بين الصياد وأسماكه.
 
  تميزت أعمال عويس بتضخيمه لأشخاصه مشدداً على صلابة أجسادهم ضمن إطار ضيق وكأنه يرسم ثوريين محشورين في دمى وأصواتهم تطالب بحرية أكبر ومساحة أوسع.