هلْ عاجلٌ من مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ |
أم بيتُ دومَة َ بعد الإِلفِ مهجورُ |
أمْ هلْ كبيرٌ بكَى لم يقضِ عبرتهُ |
إثرَ الأحبّة ِ يومَ البينِ معذورُ |
لكنء بفرتاجِ فالخلصاءِ أنتَ بهِا |
فَحَنْبَلٍ فَلِوَى سَرّاءَ مَسْرُورُ |
وبِالأُنَيْعِمِ يوْماً قدْ تَحِلّ بِهِ |
لَدى خَزَازَ ومِنْها منْظَرٌ كِيرُ |
قدْ قلتُ للرّكبِ لولا أنّهم عجلوا |
عُوجوا عليّ فحيّوا الحيَّ أو سيروا |
قَلّتْ لحاجَة ِ نفْسٍ ليْلة ٌ عرَضَتْ |
ثم اقصِدوا بعدها في السيرِ أو جوروا |
غُرٌّ غَرَائرُ أبْكارٌ نَشَأنَ مَعاً |
حسنُ الخلائقِ عمّا يُتّقى نورُ |
لبسنَ رَيطاً وديباجاً وأكسية ٍ |
شَتّى بِها اللّوْنُ إلا أنّها فُورُ |
ليس الحديثُ بِنُهْبى يَنْتَهِبْنَ وَلا |
سِرٌّ يُحَدّثْنَهُ في الحيّ مَنْشُورُ |
وقدْ تُلافي بيَ الحاجاتِ ناجية ٌ |
وَجْنَاءُ لاحِقَة ُ الرّجْلَيْنِ عيْسورُ |
تُساقِطُ المَشْيَ أفْنَاناً إذا غَضِبَتْ |
إذا ألحّتْ عَلى رُكْبانِهَا الكُورُ |
حرفٌ أخَوهَا أبوها منْ مهجّنة ٍ |
وعمُّها خالها وجناءُ مئشيرُ |
وَقد ثوَتْ نِصْفَ حوْلٍ أشهُراً جُدُداً |
يسفي علَى رحلِها بالحيرة ِ المورُ |
وَقَارَفَتْ وَهْيَ لم تَجْرَبْ وَباعَ لها |
منَ الفصافصِ بالنُّمِّيِّ سفسيرُ |
أبقى التهجُّرُ منها بعدَ كدنتِها |
مِنَ المَحَالة ِ ما يَشْغى بهِ الكُورُ |
تُلقي الجرانَ وتقلو لي إذا بركَتْ |
كما تيسَّرَ للنّفرِ المهَا النّورُ |
كَأنَّ هِرّاً جَنِيباً تحْتَ غُرْضَتِها |
واصْطَكّ ديكٌ برِجْلَيْها وخِنزيرُ |
كأنَّها ذو وشومٍ بينَ مأفقة ٍ |
والقُطْقُطانَة ِ والبُرْعومِ مَذْعورُ |
أحسّ ركزَ قنيصٍ من بني أسدٍ |
فانصاعَ منثوياً والخطوُ مقصورُ |
يسعى بغضفٍ كأمثال الحصَى زمِعاً |
كأنّ أحناكَها السُّفلى مآشيرُ |
حَتّى أُشِبّ لهُنّ الثّوْرُ من كَثَبٍ |
فَأرْسَلوهُنّ لم يدْرُوا بِما ثِيرُوا |
وَلّى مُجِدّاً وَأزْمَعْنَ اللَّحاقَ بهِ |
كأنهنَّ بجنبيهِ الزّنابيرُ |
حتّى إذا قلتُ نالتهُ أوائلُهَا |
ولوْ يشاءُ لنجّتهُ المثابيرُ |
كرَّ عليها ولمْ يفشلْ يهارشُهَا |
كأنَّه بتواليهنّ مسرورُ |
فشكّها بذليقٍ حدُّهُ سلبٌ |
كَأنّهُ حينَ يَعْلوهُنَّ مَوْتورُ |
ثمّ استمرَّ يباري ظلَّهُ جذلاً |
كأنَّهُ مرزبانٌ فازَ محبورُ |
يالَ تميمٍ وَذُو قارٍ لَهُ حَدَبٌ |
منَ الرّبيعِ وفي شعبانَ مسجورُ |
قدْ حَلأتْ نَاقَتي بُرْدٌ وَرَاكِبَها |
عَنْ ماءِ بَصْوَة َ يومَاً وهْوَ مَجْهورُ |
فما تناءَى بهَا المعروفُ إذ نفرَتْ |
حتى تضمّنها الأفدانُ والدّورُ |
قومٌ لئامٌ وفي أعناقهمْ عُنُفٌ |
وسعيُهُمْ دونّ سعي الناسِ مبهورُ |
وَيْلُ امِّهمْ مَعْشَراً جُمّاً بيوتُهمُ |
كَأنّ أعْيُنَهُمْ من بُغْضِهمْ عورُ |
نَكّبْتُها ماءهم لمّا رَأيْتهُمُ |
ضهبَ السِّبالِ بأيديهمْ بيازيرُ |
مخلَّفونَ ويقضي الناسُ أمرهُمُ |
غُسُّ الأمانَة ِ صُنْبورٌ فَصُنبورُ |
لَوْلا الهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ |
لنالَهُمْ جحفلٌ تشقى به العُورُ |
لَوْلا الهُمامُ لقد خفّتْ نَعَامَتُهُمْ |
وَقالَ راكِبُهُمْ في عُصْبة ٍ سيروا |
يعلُونَ بالقلعِ البصريِّ هامهُمُ |
ويُخرجُ الفسوَ منْ تحت الدَّقاريرُ |
تَنَاهَقُونَ إذا اخْضَرّتْ نِعالُكُمُ |
وفي الحَفِيظَة ِ أبْرامٌ مَضَاجير |
أجلتْ مرمَّأة ُ الأخبارِ إذ ولدَتْ |
عنْ يومِ سوءٍ لعبد القيسِ مذكورُ |
إنّ الرّحيلَ إلى قَوْمٍ وإن بَعُدُوا |
أمْسَوا ومن دونِهم ثَهلانُ فَالنّيرُ |
تُلْقَى الأوزُّونَ في أكنافِ دارَتِها |
تَمْشي وبينَ يَديْها التِّبنُ مَنْثُورُ |