الإمام ابن كثير

700- 774 هـ

هو الامام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير، القرشي الدمشقي الشافعي.

ولد في سوريا سنة 700 هـ ، وكان مولده بقرية "مجدل" من أعمال بصرى من منطقة سهل حوران درعا حاليا في جنوب دمشق.

انتقل إلى دمشق سنة 706 هـ في الخامسة من عمره وتفقه بالشيخ إبراهيم الفزازى الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن أحمد بن أبى طالب وبالحجار ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازى واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال يوسف بن الزكى المزى صاحب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته.

قرأ على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيرا ولازمه وأحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن قايماز وأجاز له من مصر أبو موسى القرافى والحسينى وأبو الفتح الدبوسى وعلى بن عمر الوانى ويوسف الختى وغير واحد.

مؤلفاته:

- تفسير القرآن العظيم، وهو أجل مؤلفاته فقد تلقته الأمة بالقبول ويعتبر أصح تفسير للقرآن.

- البداية والنهاية، وهي موسوعة ضخمة تضم التاريخ منذ بدأ الخلق إلى القرن الثامن الهجري حيث جزء النهاية مفقود.

- التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقاة والضعفاء والمجاهيل.

- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث وهو اختصار لمقدمة ابن صلاح.

- السيرة النبوية لابن كثير.

- جامع السنن والمسانيد لابن كثير.

- شرحه للبخاري، وهو مفقود.

توفي إسماعيل بن كثير في يوم الخميس 26 شعبان سنة 774 هـ في دمشق عن أربع وسبعين سنة وكان قد فقد بصره في آخر حياته، وقد ذكر ابن ناصر الدين أنه "كانت له جنازة حافلة مشهودة، ودفن بوصية منه في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية.

ورد في كتابه تفسير القرآن العظيم:

- نسبه وميلاده : هو الإمام الحافظ ، المحدث ، المؤرخ ، عماد الدين ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن درع القرشي الدمشقي الشافعي.

ولد بقرية "مِجْدَل" من أعمال بصرى ، وهي قرية أمه ، سنة سبعمائة للهجرة أو بعدها بقليل.

نشأته : نشأ الحافظ ابن كثير في بيت علم ودين ، فأبوه عمر بن حفص بن كثير أخذ عن النواوي والفزاري وكان خطيب قريته ، وتوفى أبوه وعمره ثلاث سنوات أو نحوها ، وانتقلت الأسرة بعد موت والد ابن كثير إلى دمشق في سنة (707 هـ) ، وخلف والده أخوه عبد الوهاب ، فقد بذل جهدًا كبيرًا في رعاية هذه الأسرة بعد فقدها لوالدها ، وعنه يقول الحافظ ابن كثير : "وقد كان لنا شقيقا ، وبنا رفيقًا شفوقًا ، وقد تأخرت وفاته إلى سنة (750 هـ) فاشتغلت على يديه في العلم فيسر الله منه ما تيسر وسهل منه ما تعسر" .

شيوخه :

1 - شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية ، رحمه الله.

2 - الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي ، رحمه الله.

3 - الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي ، رحمه الله.

4 - الشيخ أبو العباس أحمد الحجار الشهير بـ "ابن الشحنة".

5 - الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الفزاري ، رحمه الله.

6 - الحافظ كمال الدين عبد الوهاب الشهير بـ "ابن قاضي شهبة".

7 - الإمام كمال الدين أبو المعالي محمد بن الزملكاني ، رحمه الله.

8 - الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى الشيباني ، رحمه الله.

9 - الإمام علم الدين محمد القاسم البرزالي ، رحمه الله.

10 - الشيخ شمس الدين أبو نصر محمد الشيرازي ، رحمه الله.

11 - الشيخ شمس الدين محمود الأصبهاني ، رحمه الله.

12 - عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الأصبهاني ، رحمه الله.

13 - الشيخ بهاء الدين القاسم بن عساكر ، رحمه الله.

14 - أبو محمد عيسى بن المطعم ، رحمه الله.

15 - عفيف الدين محمد بن عمر الصقلي ، رحمه الله.

16 - الشيخ أبو بكر محمد بن الرضى الصالحي ، رحمه الله.

17 - محمد بن السويدي ، بارع في الطب.

18 - الشيخ أبو عبد الله بن محمد بن حسين بن غيلان ، رحمه الله.

19 - الحافظ أبو محمد عبد المؤمن الدمياطي ، رحمه الله.

20 - موسى بن علي الجيلي ، رحمه الله.

21 - جمال الدين سليمان بن الخطيب ، قاضي القضاة.

22 - محمد بن جعفر اللباد ، شيخ القراءات.

23 - شمس الدين محمد بن بركات ، رحمه الله.

24 - شمس الدين أبو محمد عبد الله المقدسي ، رحمه الله.

25 - الشيخ نجم الدين بن العسقلاني.

26 - جمال الدين أبو العباس أحمد بن القلانسي ، رحمه الله.

27 - الشيخ عمر بن أبي بكر البسطي ، رحمه الله.

28 - ضياء الدين عبد الله الزربندي النحوي ، رحمه الله.

29 - أبو الحسن علي بن محمد بن المنتزه ، رحمه الله.

30 - الشيخ محمد بن الزراد ، رحمه الله.

تلاميذه :

1 - الحافظ علاء الدين بن حجي الشافعي ، رحمه الله.

2 - محمد بن محمد بن خضر القرشي ، رحمه الله.

3 - شرف الدين مسعود الأنطاكي النحوي ، رحمه الله.

4 - محمد بن أبي محمد بن الجزري ، شيخ علم القراءات ، رحمه الله.

5 - ابنه محمد بن إسماعيل بن كثير ، رحمه الله.

6 - الإمام ابن أبي العز الحنفي ، رحمه الله.

7 - الحافظ أبو المحاسن الحسَيني ، رحمه الله.

مؤلفاته :

أ - في علوم القرآن :

1 - تفسير القرآن العظيم : وسيأتي الكلام عليه في المبحث الثاني إن شاء الله تعالى.

2 - فضائل القرآن : وهو ملحق بالتفسير في النسخة البريطانية ، والنسخة المكية ، وقد اعتمدت إلحاقه بالتفسير لقرب موضوعه من التفسير ؛ ولأن هاتين النسختين هما آخر عهد ابن كثير لتفسيره.

وقد طبعت مفردة بتحقيق الأستاذ محمد البنا في مؤسسة علوم القرآن ببيروت. 

ب - في السنة وعلومها :

3 - أحاديث الأصول.

4 - شرح صحيح البخاري.

5 - التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والمجاهيل : منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم (24227) في مجلدين ، وهي ناقصة ولديَّ مصورة عنها.

6 - اختصار علوم الحديث : نشر بمكة المكرمة سنة (1353 هـ) بتحقيق الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ، ثم شرحه الشيخ أحمد شاكر ، رحمه الله ، وطبع بالقاهرة سنة (1355 هـ).

7 - جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن : منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم (184) حديث ، ونشره مؤخرًا الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي ، وطبع بدار الكتب العلمية ببيروت.

8 - مسند أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه.

9 - مسند عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : نشره الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي ، وطبع بدار الوفاء بمصر.

10 - الأحكام الصغرى في الحديث.

11 - تخريج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية.

12 - تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب : طبع مؤخرًا بتحقيق الكبيسي ، ونشر في مكة.

13 - مختصر كتاب "المدخل إلى كتاب السنن" للبيهقي.

14 - جزء في حديث الصور.

15 - جزء في الرد على حديث السجل.

16 - جزء في الأحاديث الواردة في فضل أيام العشرة من ذي الحجة.

17 - جزء في الأحاديث الواردة في قتل الكلاب.

18 - جزء في الأحاديث الواردة في كفارة المجلس.

جـ - في الفقه وأصوله :

19 - الأحكام الكبرى.

20 - كتاب الصيام.

21 - أحكام التنبيه.

22 - جزء في الصلاة الوسطى.

23 - جزء في ميراث الأبوين مع الإخوة.

24 - جزء في الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها.

25 - جزء في الرد على كتاب الجزية.

26 - جزء في فضل يوم عرفة.

27 - المقدمات في أصول الفقه.

د - في التاريخ والمناقب :

28 - البداية والنهاية : مطبوع عدة طبعات في مصر وبيروت ، أحسنها الطبعة التي حققها الدكتور علي عبد الستار وآخرون.

29 - جزء مفرد في فتح القسطنطينية.

30 - السيرة النبوية : مطبوع باسم الفصول في سيرة الرسول بدمشق.

31 - طبقات الشافعية : منه نسخة في شستربيتى بإيرلندا ، وقد طبع مؤخرًا في مصر.

32 - الواضح النفيس في مناقب محمد بن إدريس : منه نسخة في شستربيتى بإيرلندا.

33 - مناقب ابن تيمية.

34 - مقدمة في الأنساب.

ثناء العلماء عليه :

كان ابن كثير ، رحمه الله ، من أفذاذ العلماء في عصره ، أثنى عليه معاصروه ومن بعدهم الثناء الجم :

فقد قال الحافظ الذهبي في طبقات شيوخه : "وسمعت مع الفقيه المفتي المحدِّث ، ذى الفضائل ، عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي.. سمع من ابن الشحنة وابن الزراد وطائفة ، له عناية بالرجال والمتون والفقه ، خرَّج وناظر وصنف وفسر وتقدم".

وقال عنه أيضًا في المعجم المختص : "الإمام المفتي المحدِّث البارع ، فقيه متفنن ، محدث متقن ، مفسر نقال".

وقال تلميذه الحافظ أبو المحاسن الحسيني : "صاهر شيخنا أبا الحجاج المزي فأكثر ، وأفتى ودرس وناظر ، وبرع في الفقه والتفسير والنحو وأمعن النظر في الرجال والعلل".

وقال العلامة ابن ناصر الدين : "الشيخ الإمام العلامة الحافظ عماد الدين ، ثقة المحدثين ، عمدة المؤرخين ، علم المفسرين".

وقال ابن تغري بردي : "لازم الاشتغال ، ودأب وحصل وكتب وبرع في الفقه والتفسير والفقه والعربية وغير ذلك ، وأفتى ودرس إلى أن توفى".

وقال ابن حجر العسقلاني : "كان كثير الاستحضار ، حسن المفاكهة ، سارت تصانيفه في البلاد في حياته ، وانتفع الناس بها بعد وفاته".

وقال ابن حبيب : "إمام روى التسبيح والتهليل ، وزعيم أرباب التأويل ، سمع وجمع وصنف ، وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف ، وحدث وأفاد ، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد ، واشتهر بالضبط والتحرير ، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ ، والحديث والتفسير".

وقال العيني : "كان قدوة العلماء والحفاظ ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ ، وسمع وجمع وصنف ، ودرس ، وحدث ، وألف ، وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ ، واشتهر بالضبط والتحرير ، وانتهى إليه رياسة علم التاريخ والحديث والتفسير وله مصنفات عديدة مفيدة".

وقال تلميذه ابن حجي : "أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث ، وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها ، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك ، وكان يستحضر شيئا كثيرا من الفقه والتاريخ ، قليل النسيان ، وكان فقيها جيد الفهم ، ويشارك في العربية مشاركة جيدة ، ونظم الشعر ، وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا واستفدت منه".

وقال الداودي : "أقبل على حفظ المتون ، ومعرفة الأسانيد والتعلل والرجال والتاريخ حتى برع في ذلك وهو شاب".

وفاته ورثاؤه :

في يوم الخميس السادس والعشرين من شهر شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة توفي الحافظ ابن كثير بدمشق ، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية ، رحمه الله.

وقد ذكر ابن ناصر الدين أنه "كانت له جنازة حافلة مشهودة ، ودفن بوصية منه في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية".

وقد قيل في رثائه ، رحمه الله :

لفقدك طلاب العلوم تأسفوا... وجادوا بدمع لا يبير غزير

ولو مزجوا ماء المدامع بالدما... لكان قليلا فيك يا بن كثير