أرقتُ ودمعُ العينِ في العَينِ غائرُ |
وجادَتْ بما فيها الشُّؤونُ الأعاوِرُ |
كأنَّ فِراشي فوقَهُ نارُ مَوقِدٍ |
منَ الليلِ أو فوقَ الفراشِ السَّواجِرُ |
على خيرِ حافٍ من قريشٍ وناعلٍ |
إذا الخَيرُ يُرجى أو إذا الشَّرُّ حاضِرُ |
ألا إنَّ زادَ الركبِ غيرَ مُدافَعٍ |
بسروِ سُحَيمٍ غَيَّبَتْهُ المقابرُ |
بسروِ سُحيمٍ عازفٌ ومُناكِرٌ |
وفارسَ غاراتٍ خطيبٌ وياسِرُ |
تَنادَوا بأنْ لا سيِّدَ الحيِّ فيهمِ |
وقد فُجعَ الحيَّانِ: كعبٌ وعامرُ |
وكانَ إّذا يأتي منَ الشام قافلاً |
تقدَّمَه تَسعَى إلينا البشائرُ |
فيصبحُ أهلُ اللهِ بيضاً كأنَّما |
كسَتْهُم حَبيرا رَيْدة ٌ ومَعافِرُ |
تَرى دارة ً لا يبرحُ الدَّهرَ عندَها |
مُجَعْجِعَة ً كومٌ سِمانٌ وباقرُ |
إذا أكلتْ يوما أتَى الغدَ مثلَها |
زواهقُ زُهْمٌ أو مَخاضٌ بَهازِرُ |
ضَروبٌ بنصلِ السَّيفِ سُوقَ سِمانِها |
إذا عَدِموا زاداً فإنَّك عاقرُ |
فإنْ لا يكُنْ لحمٌ غَريضٌ فإنَّهُ |
تُكبُّ على أفواهِهنَّ الغرائرُ |
فيا لك من ناعٍ حُبيتَ بأَلَّة ٍ |
شِراعية ٍ تَصْفرُّ منها الأظافرُ |