شرف الدين ابن منعة

575- 622 هـ

أبو الفضل أحمد ابن الشيخ العلامة كمال الدين أبي الفتح موسى ابن الشيخ رضي الدين أبي الفضل يونس بن محمد بن منعة بن مالك بن محمد بن سعد بن سعيد بن عاصم بن عائد بن كعب بن قس بن إبراهيم الإربلي الأصل، من بيت الرياسة والفضل والمقدمين بإربل، الفقيه الشافع الملقب شرف الدين.

كان إماماً كبيراً فاضلاً عاقلاً حسن السمت جميل المنظر. شرح كتاب التنبيه في الفقه وأجاد شرحه، واختصر إحياء علوم الدين للإمام الغزالي مختصرين: كبيراً وصغيراً، وكان يلقي في جملة دروسه من كتاب الإحياء درساً حفظاً، وكان كثير المحفوظات غزير المادة، وهو من بيت العلم. نسج على منوال والده في التفنن في العلوم، وتخرج عليه جماعة كبيرة، وتولى التدريس بمدرسة الملك المعظم مظفر الدين بن زين الدين صاحب إربل، بمدينة إربل، وكان وصله إليها من الموصل في أوائل شوال سنة عشر وستمائة.

كان من محاسن الوجود، عاش مدة خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد الذي ولي الخلافة في سنة خمس وسبعين وخمسمائة، وهي السنه التي ولد فيها شرف الدين ، وماتا في سنة واحدة، وكان مبدأ شروعه في شرح التنبيه بإربل، واستعار نسخة التنبيه عليها حواش مفيدة بخط بعض الأفاضل، وكان قد نقل الحواشي كلها في شرحه.

وكان اشتغال شرف الدين المذكور على أبيه بالموصل ولم يتغرب لأجل الاشتغال، وكان الفقهاء يقولون: نعجب منه كيف اشتغل في وطنه وبين أهله وفي عزه واشتغاله بالدنيا، وخرج منه وما خرج.


المرجع: وفيات الأعيان