الزبير بن العوام

توفي 36 هـ

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية بنت عد المطلب وزوج أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، أسلم وهو حدث له ست عشرة سنة.

ورد أن الزبير كان رجلاً طويلاً إذا ركب خطت رجلاه الأرض وكان خفيف اللحية والعارضين.

هاجر الزبير وهو ابن ثمان عشرة سنة وكان عمه يعلقه ويدخن عليه ويقول له لا أرجع إلى الكفر أبداً.

كان الزبير فارسا ومقداما منذ صباه. حتى ان المؤرخين ليذكرون أن أول سيف شهر في الاسلام كان سيف الزبير. ففي الأيام الأولى للاسلام، والمسلمون يومئذ قلة يستخفون في دار الأرقم.. سرت اشاعة ذات يوم أن الرسول قتل.. فما كان من الزبير الا أن استلّ سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة، على حداثة سنه كالاعصار..! ذهب أولا يتبيّن الخبر، معتزما ان ما ألفاه صحيحا أن يعمل سيفه في رقاب قريش كلها حتى يظفربهم أو يظفروا به.. وفي أعلى مكة لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله ماذا به....؟ فأنهى اليه الزبير النبأ.. فصلى عليه الرسول، ودعا له بالخير، ولسيفه بالغلب.

قال عروة جاء الزبير بسيفه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما لك؟ قال أخبرت أنك أخذت قال فكنت صانعاً ماذا؟ قال كنت أضرب به من أخذك فدعا له ولسيفه.

عن عمر بن مصعب بن الزبير قال قاتل الزبير مع نبي الله وله سبع عشرة. وفي يوم بدر كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال أسد بن موسى أنه كان مع الرسول فارسان الزبير على فرس على الميمنة والمقداد بن الأسود على فرس على الميسرة.

هاجر الزبير إلى الحبشة الهجرتين: الأولى والثانية ثم عاد ليشهد المشاهد كلها مع رسول الله، لا تفتقده غزوة ولا معركة.

في غزوة أحد بعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكة وندبه الرسول هو وأبو بكر لتعقب جيش قريش ومطاردته حتى يروا أن المسلمين قوة فلا يفكروا في الرجوع الى المدينة واستئناف القتال.. وقاد أبو بكر والزبير سبعين من المسلمين، وعلى الرغم من أنهم كانوا يتعقبون جيشا منتصرا فان اللباقة الحربية التي استخدمها الصديق والزبير، جعلت قريشا تظن أنها أساءت تقدير خسائر المسلمين، وجعلتها تحسب أن هذه الطليعة القوية التي أجاد الزبير مع الصديق ابراز قوتها، وما هي الا مقدمة لجيش الرسول الذي يبدو أنه قادم ليشن مطاردة رهيبة فأغذّت قريش سيرها، وأسرعت خطاها الى مكة..!!

ويوم اليرموك كان الزبير جيشا وحده.. فحين رأى أكثر المقاتلين الذين كان على رأسهم يتقهقرون أمام جبال الروم الزاحفة، صاح هو" الله أكبر".. واخترق تلك الجبال الزاحفة وحده، ضاربا بسيفه.. ثم قفل راجعا وسط الصفوف الرهيبة ذاتها، وسيف يتوهج في يمينه لا يكبو، ولا يحبو..!!

وكان رضي الله عنه شديد الولع بالشهادة، عظيم الغرام بالموت في سبيل الله.

وكان يقول: " ان طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم ألا نبي بعد محمد... واني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون".!

قتل الزبير ولم يدع ديناراً ولا درهماً إلا أرضين بالغابة وداراً بالمدينة وداراً بالبصرة وداراً بالكوفة وداراً بمصر قال وإنما كان الذي عليه أن الرجل يجيء بالمال فيستودعه فيقول الزبير لا ولكن هو سلف إني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارةً قط ولا جبايةً ولا خراجاً ولا شيئاً إلا أن يكون في غزو مع النبي صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان فحسبت دينه فوجدته ألفي ألف ومئتي ألف فلقي حكيم بن حزام الأسدي عبد الله فقال يا بن أخي! كم على أخي من الدين؟ فكتمه وقال مئة ألف فقال حكيم ما أرى أموالكم تتسع لهذه! فقال عبد الله أفرأيت إن كانت ألفي ألف ومئتي ألف! قال ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء فاستعينوا بي وكان الزبير قد اشترى الغابة بسبعين ومئة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وست مئة ألف وقال من كان له على الزبير دين فليأتنا بالغابة فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على الزبير أربع مئة ألف فقال لابن الزبير إن شئت تركتها لكم قال لا قال فاقطعوا لي قطعة قال لك من هاهنا إلى هاهنا قال فباعه بقضاء دينه قال وبقي منها أربعة أسهم ونصف فقال المنذر بن الزبير قد أخذت سهماً بمئة ألف وقال عمرو بن عثمان قد أخذت سهماً بمئة ألف وقال بن ربيعة قد أخذت سهماً بمئة ألف فقال معاوية كم بقي؟ قال سهم ونصف قال قد أخذت بمئة وخمسين ألفاً قال وباع بن جعفر نصيبه من معاوية بست مئة ألف فلما فرغ بن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير أقسم بيننا ميراثنا قال لا والله حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضت أربع سنين قسم بينهم فكان للزبير أربع نسوة قال فرفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومئة ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف.

للزبير في مسند بقي بن مخلد ثمانية وثلاثون حديثاً منها في الصحيحين حديثان وانفرد البخاري بسبعة أحاديث.
 

المرجع: سير أعلام النبلاء/ رجال حول الرسول