سيد قـطـب

1906- 1966

ولد سيد قطب في قرية موشا في محافظة اسيوط بمصر لاسرة مسلمة ملتزمة بدينها. وهو الابن الاول لامه بعد اخته التي تكبره بثلاثة أعوام وأخ غير شقيق من أبيه. حفظ القران كاملاً في سن العاشرة. انتقل سيد ابن الـ 14 ربيعاً الى مدينة
القاهرة وسكن في بيت خاله والتحق بمدرسة المعلمين "مدرسة عبدالعزيز". وبعيد انتهاء سيد من مدرسة المعلمين، ساءت أحوال أسرته المادية فاتجه لسلك التعليم الابتدائي لإعانة عائلته.

شكّل الانتقال الى القاهرة والعمل فيها بصورة مبكرة نقلة نوعية لسيد قطب. فالقاهرة غير الريف. فيها الصراعات السياسية بين الاحزاب والطبقية والنفاق الاجتماعي الذي لم يألفه في الريف.

استأنس سيد قطب بحزب الوفد وخصوصاً بعباس محمود العقاد وكتاباته الشيقة. وفي عام 1933، انهى سيد دراسته من دار العلوم وعُيّن موظفاً. وفي بداية أربعينيات القرن العشرين، عمل مفتشاً للتعليم الإبتدائي وزاد شغفه بالأدب العربي وقام على تأليف "كتب وشخصيات" و"النقد العربي: أصوله ومناهجه". وبعد العمل في كتب النقد والأدب العربي، كتب سيد "التصوير الفني في القران" الذي لاقى استحساناً واسعاً بين الأدباء وأهل العلم.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ازدادت الأحوال المعيشية والسياسية سوءاً ولعبت حركة الاخوان المسلمين دوراً بارزاً في عجلة الإصلاح والتوعية. استقطبت حركة الاخوان الأصلاحية المثقفين ومنها بدأت علاقة سيد قطب بالاخوان في عام 1946 وتطورت بشكل أكبر في حرب 1948. في هذا الإطار، ألّف سيد قطب كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام" وأهدى الكتاب الى جماعة الإخوان المسلمين التي أصبح من أهم أعضائها في وقت لاحق.

حصل سيد قطب على بعثة للولايات المتحدة في عام 1948 لدراسة التربية واصول المناهج. وفي عام 1951، كتب مقالاً بعنوان "أمريكا التي رأيت" يقول فيه " شعب يبلغ في عالم العلم والعمل قمة النمو والارتقاء، بينما هو في عالم الشعور والسلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية الأولى، بل أقل من بدائي في بعض نواحي الشعور والسلوك".

في 23 اغسطس 1952، عاد سيد من الولايات المتحدة الى مصر للعمل في مكتب وزير المعارف. وقامت الوزارة على نقله اكثر من مرة، الأمر الذي لم يرق له فقدم استقالته من الوزارة في 18 اكتوبر 1952.

توطّدت علاقة سيد قطب بالاخوان المسلمين وساهم في تشكيل الهيئة التأسيسية لجماعة الاخوان وعمل في الجماعة في قسم الدعوة. وأخذ نصيبه من الأذى الذي أصاب الجماعة على يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ابتداءاً بحادثة إغتيال للرئيس عبد الناصر الفاشلة في المنشية عام 1954 والتي اتُهمت فيها جماعة الاخوان في تدبير الاغتيال ومن بعدها زُج به بالسجن لمدة 15 عاماً حيث عانى شتى أصناف التعذيب، إلى أن أفرج عنه بعذر صحي في مايو 1964.

عمل سيد قطب على اكمال تفسيره الشهير "في ظلال القران" وكتابة "هذا الدين" و "مستقبل هذا الدين" خلال فترة بقائه في السجن.

في 30 يوليو 1965، ألقت الشرطة المصرية القبض على شقيقه "محمد قطب" فقام سيد بارسال رسالة احتجاج للمباحث العامة في تاريخ 9 اغسطس 1965. أدت تلك الرسالة الى القاء القبض على قطب والكثير من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين وحُكم عليه بالإعدام مع 7 آخرين وتم تنفيذ الحكم في فجر الاثنين 29 اغسطس 1966.