أبو حاتم السجستاني

أبو حاتم السجستاني

توفي 250 هـ

أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمي السجستاني ثم البصري، مقرئ نحوي لغوي فارسي، نزيل البصرة وعالمها؛ كان إماماً في علوم الآداب، وعنه أخذ علماء عصره كأبي بكر محمد بن دريد والمبرد وابن قتيبة الدينوري وغيرهم، وقال المبرد: «سمعته يقول: قرأت كتاب سيبويه على الأخفش مرتين»، وكان كثير الرواية عن أبي زيد الأنصاري ومعمر بن المثنى أبي عبيدة والأصمعي، عالماً باللغة والشعر، حسن العلم بالعروض وإخراج المعنى، وله شعر جيد، ولم يكن حاذقاً في النحو، وكان إذا اجتمع بأبي عثمان المازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل أو بادر بالخروج خوفاً من أن يسأله عن مسألة في النحو. وكان صالحاً عفيفاً يتصدق كل يوم بدينار، ويختم القرآن في كل أسبوع، وله نظم حسن.

وكان جماعا للكتب يتجر فيها، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى له النسائي في سننه والبزار في مسنده.

توفي ثمان وأربعين ومائتين، وقيل سنة خمسين، وقيل أربع وخمسين، وقيل خمس وخمسين ومائتين بالبصرة، وصلى عليه سليمان بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وكان والي البصرة يومئذ، ودفن بسرة المصلى.

مصنفاته

إعراب القرآن، ما يلحن فيه العامة ، الطير، المذكر والمؤنث، النبات، المقصور والممدود، الفرق، القراءات، المقاطع والمبادي، الفصاحة، النخلة، الأضداد، القسي والنبال والسهام، السيوف والرماح، الدرع والفرس، الوحوش، الحشرات، الهجاء، الزرع، خلق الإنسان، الإدغام، اللبأ واللبن والحليب، الكرم، الشتاء والصيف، النحل والعسل، الإبل، العشب، الخصب والقحط، اختلاف المصاحف وغير ذلك من المصنفات.

ورد في كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلكان:

" أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمي السجستاني النحوي اللغوي المقرئ، نزيل البصرة وعالمها؛ كان إماماً في علوم الآداب، وعنه أخذ علماء عصره كأبي بكر محمد بن دريد والمبرد وغيرهما، وقال المبرد: سمعته يقول: قرأت كتاب سيبويه على الأخفش مرتين، وكان كثير الرواية عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة والأصمعي، عالماً باللغة والشعر، حسن العلم بالعروض وإخراج المعمى، وله شعر جيد، ولم يكن حاذقاً في النحو، وكان إذا اجتمع بأبي عثمان المازني في دار عيسى بن جعفر الهاشمي تشاغل أو بادر بالخروج خوفاً من أن يسأله عن مسألة في النحو. وكان صالحاً عفيفاً يتصدق كل يوم بدينار، ويختم القرآن في كل أسبوع، وله نظم حسن. وكان أبو العباس المبرد يحضر حلقته، ويلازم القراءة عليه، وهو غلام وسيم في نهاية الحسن فعمل فيه أبو حام المذكور:

فإذا لـقـيت الـيوم مـن

 

متمجن خنـث الـكـلام

وقف الجمال بـوجـهـه

 

فسمت له حـدق الأنـام

حركـاتـه وسـكـونـه

 

تجنى بها ثـمـر الأثـام

وإذا خلـوت بـمـثـلـه

 

وعزمت فيه على اعتزام

لم أعد أفـعـال الـعـف

 

ف، وذاك أوكد للغـرام

نفسي فـداؤك يا أبـا ال

 

عباس جل بك اعتصامي

فارحـم أخـاك فـإنــه

 

نزر الكرى بادي السقـام

وأنله مـا دون الـحـرا

 

م فليس يرغب في الحرام

 

ومن شعر أبي حاتم أيضاً:

 

أبرزوا وجهه الجميل

 

ولاموا من افتـتـن

لو أرادوا عفافـنـا

 

ستروا وجهه الحسن

 

وله أيضاً:

كبد الحسود تقطـعـي

 

قد بات من أهوى معي

وله غير ذلك كثير.

قال محمد بن الحسن الأزدي: حدثنا أبو حاتم قال: وفد علينا عامل من أهل الكوفة ولم أر في عمال السلطان أبرع منه، فدخلت عليه مسلماً فقال لي: يا سجستاني، من علماؤكم بالبصرة؟ قلت: الزيادي أعلمنا بعلم الأصمعي، والمازني أعلمنا بالنحو، وهلال الرأي أفقهنا، والشاذكوني من أعلمنا بالحديث، وأنا-رحمك الله-انسب إلى علم القرآن، وابن الكلبي من أكتبنا للشروط. قال: فقال لكاتبه: إذا كان غداً فاجمعهم الي، قال: فجمعنا فقال: أيكم المازني؟ فقال أبو عثمان: ها أنا ذا، قال: هل يجزي في كفارة الطهارة عتق عبد أعور؟ قال المازني: لست صاحب فقه، أنا صاحب عربية، قال: يا زيادي، كيف يكتب بين بعل وامرأة خالعها على الثلث من صداقها؟ قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم هلال الرأي، قال: يا هلال، كم اسند ابن عون عن الحسن؟ قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم الشاذكوني، قال: يا شاذكوني، من قرأ: (ألا أنهم يثنون صدورهم). قال: ليس هذا من علمي، هذا من علم أبي حاتم، قال: يا أبا حاتم، كيف تكتب كتاباً إلى أمير المؤمنين تصف خصاصة أهل البصرة وما أصابهم بي وتسأله النظر بالبصرة؟ قلت: لست صاحب براعة وكتابة، أنا صاحب قرآن؛ قال: ما أقبح بالرجل بتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فناً واحداً حتى إذا سئل عن غيره لم يحل فيه ولم يمر، لكن عالمنا بالكوفة الكسائي لو سئل عن هذا كله لأجاب.

وقال أبو حاتم لتلميذه: إذا أردت أن تضمن كتاباً سراً فخذ لبناً حليباً فاكتب به في قرطاس، فيذر المكتوب إليه عليه رماداً سخناً من رماد القراطيس فيظهر المكتوب، وإن كتبته بماء الزاج الأبيض، فإذا ذر عليه المكتوب إليه شيئاً من العفص ظهر، وكذا بالعكس.

وله من المصنفات كتاب "إعراب القرآن" وكتاب "ما يحلن فيه العامة" وكتاب "الطير" وكتاب "المذكر والمؤنث" وكتاب "النبات" وكتاب "المقصور والممدود" وكتاب "الفرق" وكتاب "القراءات" وكتاب "المقاطع والمبادي" وكتاب "الفصاحة" وكتاب "النخلة" وكتاب "الأضداد" وكتاب "القسي والنبال والسهام" وكتاب "السيوف والرماح" وكتاب "الدرع والفرس" وكتاب "الوحوش" وكتاب "الحشرات" وكتاب "الهجاء" وكتاب "الزرع" وكتاب "خلق الانسان" وكتاب "الإدغام" وكتاب "اللبأ واللبن والحليب" وكتاب "الكرم" وكتاب "الشتاء والصيف" وكتاب "النحل والعسل" وكتاب "الإبل" وكتاب "العشب" وكتاب "الخصب والقحط" وكتاب "اختلاف المصاحف" وغير ذلك من المصنفات. وكانت وفاته في الحرم، وقيل رجب، سنة ثمان وأربعين ومائتين، وقيل سنة خمسين، وقيل أربع وخمسين، وقيل خمس وخمسين ومائتين بالبصرة، وصلى عليه سليمان بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وكان والي البصرة يومئذ، ودفن بسرة المصلى، رحمه الله تعالى.

والجشمي: بضم الجيم وفتح الشين المثلثة وبعدها ميم، هذه النسبة إلى عدة قبائل يقال لكل واحدة منها جشم، ولا أدري إلى أيها ينسب أبو حاتم المذكور.

والسجستاني: قد تقدم الكلام عليه".

وفي "سير أعلام النبلاء" للذهبي ورد عن السجستاني:

" الإمام العلامة أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني ثم البصري المقرئ النحوي اللغوي صاحب التصانيف.

أخذ عن: يزيد بن هارون ووهب بن جرير وأبي عبيدة بن المثنى وأبي زيد الأنصاري وأبي عامر العقدي والأصمعي ويعقوب الحضرمي وقرأ عليه القرآن وتصدر للإقراء والحديث والعربية.

حدث عنه: أبو داود والنسائي في كتابيهما وأبو بكر البزار في مسنده ومحمد بن هارون الروياني وابن صاعد وأبو بكر بن دريد وأبو روق الهزاني وعدد كثير.

وتخرج به أئمة منهم أبو العباس المبرد وكان جماعة للكتب يتجر فيها وله باع طويل في اللغات والشعر والعروض واستخراج المغمى وقيل: لم يكن باهراً بالنحو.

وله كتاب "إعراب القرآن" وكتاب "ما يلحن فيه العامة" وكتاب "المقصور والممدود" وكتاب "المقاطع والمبادئ" وكتاب "القراءات" وكتاب "الفصاحة" وكتاب "الوحوش" وكتاب "اختلاف المصاحف" وغير ذلك. وكان يقول: قرأت: "كتاب" سيبويه على الأخفش مرتين.

قلت: عاش ثلاثاً وثمانين سنة ومات في آخر سنة خمس وخمسين ومائتين وقيل: مات سنة خمسين".