جرة الذهب

قال مالك للمعلّمة: أمس، عندما عُدتُ من المدرسة إلى البيت، وجدتُ في حقيبتي قلمَين. الأوّل لي والآخر وضعته بطريق الخطأ في مقلمتي، ولستُ أدري مَن هو صاحبه.

 

ومَدّ مالك يده. كان يمسك بقلمين لهما اللّون والحجم نفسيهما. تناولت المُعلمة القلمين وقالت موجّهةً سؤالها إلى الأولاد: مَن منكم أضاع قلمًا؟

 

قالت كوثر: أنا، افتقدتُ قلمي عندما عدتُ إلى البيت، فلم أجده.

 

أخذَت كوثر قلمًا وأشارت إلى جرحٍ صغيرٍ في طرفه، فهي تعرف قلمها تمامًا. وبقي لمالك قلمه.

 

قالت المعلمة: مالك يستحقّ شكرًا وتهنئةً؛ شكرًا خاصًا من كوثر لأنّه أعاد لها قلمها وتهنئةً منّا جميعًا لأنّه صادق وأمين.. وحادثة مالك تذكّرني بقصة جرّة الذهب التي سأقصّها عليكم.

 

اشترى رجل أرضًا، وبينما هو يحفر فيها ليزرع شجرةً، وجد جرّةً مطمورةً في التّراب، فأخرجها وفتحها فوجد فيها ذهبًا. أخذ الرجل الجرّة إلى الرجل الذي باعه الأرض، وقال له: هذا ذهبك فخذه، فأنا اشتريت منك الأرض من دون ذهب. وأعتقد أنّ عليّ أن أعيد الذّهب إليك.

 

أُعجِبَ الذي باع الأرض بأمانة الرّجل، وقد كان لا يعرف أنّ في الأرض ذهبًا، فقال له: إنّما بعتُك الأرض بما فيها، وأعتقد أنّ الذّهب هو لك.

 

وهُنا أخذ الرّجلان يتباحثان في الأمر، واتّفقا أخيرًا على أن يتقاسما المال، فينفقا على عائلتيهما ويتصدّقا بما يريدان على المُحتاجين.