سيف الله والقائد الرومي

بدأت المعركة بين الروم والمسلمين.. اشتد القتال بين الفريقين ، وارتفعت أصوات المقاتلين . كان جيش الروم كبيرا وسلاحهم كثيرا، وكان جيش المسلمين صغيرا وسلاحهم قليلا.. قبل أن تنتهى المعركة طلب أحد كبار قادة الروم مقابلة خالد بن الوليد. كان اسم ذلك المائد الرومى (جرجة ).

 

خرج خالد لمقابلة جرجة . وعندما اقترب خالد من جرجة نظر جرجة إليه وقال: يا خالد، قل الصدق .. هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء، وهل أعطاك النبى ذلك السيف لتقاتل به فتنتصر داثمأ؟ قال خالد: لا. قال جرجة: فما سبب تسميتك سيف الله إذن؟!.فأجاب خالد ابن الوليد:عندما هداني الله للإسلام أرسلنى الرسول مع جيش المسلمين، واشتركت في معركة مؤتة واستطعت أن أنقذ جيش المسلمين من الهزيمة.. وسر الرسول بما فعلت. قال وهو يحكي أخبار المعركة لأصحابه:ثم أخذ راية المسلمين سيفا من سيوف الله . هذا سبب تسميتي بسيف الله. قال جرجة:يا خالد.. إلى اي شيء تدعوا؟. قال خالد:إلى شهادة أن لا إله إلأ الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. قال جرجة : ما منزلة من يدخل الإسلام اليوم؟. قال خالد: منزلتنا جميعا واحدة. كلنا سواء فى الإسلام يا جرجة..غنينا وفقيرنا، قوينا وضعيفنا، أولنا واخرنا. كلنا سواء. قل جرجة: هل يستوي معكم من دخل اليوم فى دينكم ؟ هل لمن يدخل الإسلام الآن مثل ما لكم من الأجر؟ وهل يكون له من الثواب ما لكم ؟. قال خالد: نعم. يستوي معنا، بل هو أفضل منا. قال جرجة: وكيف يستوي معكم وقد سبقتموه فى الإسلام ؟. قال خالد: لقد أسلمنا ورسول الله حى بيننا، تنزل ل عليه أخبار السماء، فيخبرنا بها..وكنا نرى منه العجاثب، فوجب على من رأى ما رأينا من الرسول الكريم، وسمع ما سمعنا أن يسلم . أما أنتم.. فلم تروا ما رأينا.. ولم تسمعوا ما سمعنا من الآيات. فمن دخل الإسلام منكم وهو صادق كان أفضل منا، وأجره أكبر. قال جرجة : هل كنت صادقا معي، ولم تخدعنى؟ قال خالد:نعم،كنت صادقا معك، ولم أخدعك.

 

اقترب جرجة من خالد وقال :علمنى الإسلام. اتجه خالد بن الوليد إلى خيمته ومعه جرجة، وهناك قدم له بعض الماء فاغتسل، ثم صلى جرجة ركعتين. دخل جرجة الإسلام، وانتقل من جيش الروم ليقاتل فى جيش المسلمين.

 

هجم الروم على المسلمين، فركب خالد حصانه وأسرع نحوهم كالسهم.. لم يكن وحده هذه المرة، كان معه جرجة. كانت المعركة شديدة، وكان القتال بالسيف والرمح. استمر القتال من الصباح إلى غروب الشمس.. وكان جرجة يقاتل بشجاعة وقوة... وفجأة ضربه أحد الجنود بالسيف فسقط على الأرض، ومات شهيدا.