قصة واثق بنفسه --محمد سعيد الريحاني \ المغرب

في أوائل عهد الخلافة العباسية وشى رجل بآخر عند الخليفة المنصور وافترى عليه أن عنده ودائع وأموالاً وسلاحاً لبني أمية فطلبه المنصور وأمره بإخراج ما عنده فقال الرجل: يا أمير المؤمنين أأنت وارث بني أمية؟ قال: لا، قال: فوصي أنت؟ قال: لا، قال: فلم تسأل عن ذلك؟ فأطرق المنصور ساعة، ثم قال: إن بني أمية ظلموا الناس وغصبوا أموال المسلمين فأنا آخذها وأردها إلى بيت مال المسلمين، فقال الرجل: تحتاج يا أمير المؤمنين إلى بينة يقبلها القاضي أن المال الذي لبني أمية هو الذي في يدي وأنه هو الذي اغتصبوه من الناس وأمير المؤمنين يعلم أن بني أمية كانت معهم أموال لأنفسهم غير أموال الناس التي اغتصبوها على ما يزعم أمير المؤمنين فسكت المنصور ساعة ثم قال لحاجبه: يا ربيع صدق الرجل ولم يجب لنا عليه شئ، ثم قال للرجل:

ألك حاجة؟ قال: نعم، قال: ما هي؟ قال: أريد أن تجمع بيني وبين الرجل الذي سعى فيّ إليك، فوالله يا أمير المؤمنين لم يكن لبني أمية عندي مال ولا صالح وإنما حضرت بين يدي أمير المؤمنين لما رأيت ما هو فيه من العدل والإنصاف واتباع الحق واجتناب الباطل، فقال المنصور: يا ربيع اجمع بينه وبين الرجل الذي اتهمه فلما وقف عليه أمسكه، وقال: هذا الذي أخذ لي خمسمائة دينار وهرب ولي عليه كتاب بها فأقر الرجل بالمال فقال صاحبه قد وهبتها له يا أمير المؤمنين لأجلك له عندي خمسمائة أخرى لحضوري مجلسك.

قصة قصيرة بقلم الباحث والقاص المغربي محمد سعيد الريحاني