قصة السكران والجن --الدكتور حسن يحيى \ ميشيغان

 الدكتور حسن يحيى – ميشيغان

سكران عائد بعد ليلة سكر طويلة ، شرب فيها حتى نسي اسمه ، فقام يتمشى الهوينى عائدا إلى بيته وفي يده باقي قنينة من الويسكي ، فتخيل أنه يرى خاروفا في الطريق ، ولم يصدق عيناه ، فالخروف كان يخرج صوتا غريبا وكأنه ديك وليس خاروف ، ففكر في اقتناص الخروف أو الغوال وهو يمني النفس في لحم شهي له ولزوجته التي تنتظره على أحر من الجمر ، والظنون تسير بها شكالا ويمينا حول سلامة الزوج .

وحاول الزوج أن يشد الخروف من قرنيه بقوة حتى يسير معه إلى منزله ولكن الخروف كان قويا ، فحمله الرجل على كتفه وسار عائدا إلى بيته . فاستقبلته الزوجة ولم يكن يحمل الخروف كما كان يعتقد ، ولكنه كان يرتجف هلعا وخوفا وهو يقول لها. دثريني دثريني ، وبعد أن عملت له القهوة وقذف ما في بطنه من خمور ، حكى لها حكاية الخاروف الجني الذي يتحدث وقد وعده بأن زوجنه ستحمل ولدا إذا نام معها الليلة ودخل بها الدخول الشرعي. ولكن الخروف الجني قال له أيضا أن الولد الذي ستحمل به الزوجة ليس من صلبه ولكنه من صلب رجل آخر يختبيء في الخزانة أو تحت السرير. فغزعت الزوجة وغضبت لسوء تفكير زوجها بها ، واتهامها بشرفها وصاحت في وجهه: أنك سكران يا حمدان .

- ألم أنقل إليك الأخبار السعيدة عن حمل زوجتك ؟ يجب أن تكافئني على ذلك . أو أكافؤك أنا على سكوتك .

- وبما ذا تكافؤني ؟ قال الزوج وهو يطمع في الحصول على بعض المال . فقال الخروف:

- سيدفع هذا الرجل الذي كان تحت السرير مبلغ مائة دولار في كل مرة تجده تحت السرير. فماذا تقول؟ وأخرج الرجل من جيبه ورقة المائة دولار وحركها في الهواء ، فحاول الزوج خطفها ولكن الرجل أعادها إلى جيبه كلمح البصر ، فخاف الزوج أن يخسر الصفقة فنظر إلى الخاروف قال موجها كلامه إليه :

- هل المائة دولار تدفع كل ليلة ؟

- نعم كل ليلة تجد هذا الرجل ينام تحت سرير زوجتك يعطيك مائة دولار .

فقام الزوج بحسبة بسيطة في نفسه لصوت غير مسموع يقول:

- كل ليلة مائة دولار، في الشهر ثلاثة آلاف دولار وفي السنة 36500 ستة وثلاثون ألف دولار ، فسأصبح غنيا في سنة واحدة ، وفي سنتين سيكون معي مبلغ 73000 ثلاثة وسيعون ألف دولارا ، ثم توقف برهة يريد أن يعلن موافقته على كلام الخاروف ، فالتفت إلى الرجل فلم يجد أحدا ، وأعاد النظر إلى جهة الخاروف فلم يجده مكانه ، فصاح صيحة أفاقت زوجنه من نومها وهي تقول له:

- اسم الله عليك ، كأنك كنت في كابوس يا حمدان ، ولكنه قفز من مكانه كالمجنون أو كمن لسعته أفعى ورمى نفسه على الأرض ينظر تحت السرير فلم يجد أحدا، ثم التفت إلى خزانة الملابس فقام واتجه نحوها لفتحها يريد التأكد من أنه كان كابوسا وليس حقيقة . وما أن فتح باب خزانة الملابس حتى صغق بما رأى.

وفي اليوم  التالي خرجت الأخبار الصحفية وأجهزة التلفزة بالعنوان التالي:

- زوج يقتل زوجته وعشيقها ذبحا من الوريد للوريد دفاعا عن الشرف.