راشيا الفخار

تبعد بلدة راشيا الفخّار عن العاصمة بيروت مسافة 150 كيلومترًا في أقصى جنوب شرق لبنان، عند سفوح جبل حرمون أو جبل الشّيخ، أحد أعلى مرتفعات سلسلة جبال لبنان الشرقية التّي اشتُقّ منها إسم لبنان أو لبان، ما يعني الأبيض نسبةً إلى بياض الثّلج على تلك القمم الشّاهقة أكثر أيّام السنة. وتتبع راشيا إداريًا مدينة حاصبيا، عاصمة وادي التّيم، وهي تاليًا في قضاء حاصبيا التّابع لمحافظة النبطية في الجنوب اللّبناني.

أصل إسم بلدة "راشيا الفخار" من اللّغة السّريانية – الآرامية، وهي اللغة الأقدم في بلاد الشّرق، وانطلقت من سفوح حرمون حيث كانت تسكن القبائل الآرامية–السّريانية، وهي اللغة التي تحدّث بها السّيد المسيح. وما تزال هذه اللغة الآرامية حيةً حتّى اليوم في بعض القُرى السّورية، بينها "معلولا".

اشتُقّت تسمية راشيا الحالية على ما كَتَب الأديب أنيس فريحة من كلمة "ريشاي" أو "راشانا" الآرامية- السّريانية التّي تعني الأسياد أو السادة والزّعماء والمقدّمين نسبةً إلى القوم الذين سكنوا منذ قديم الزمان في تلك الأنحاء الجميلة والمرتفعة والوعرة المسالك. ثم تطوّرت الكلمة مع العَرب من "راشانا" المُفخّمة، والتي تُشَدَّد في اللغة السّريانية، إلى كلمة "راشيا" التي اختارها العرب لسهولة لفظها. وهكذا أصبحت "راشانا" راشيا إسوةً ببلدة "راشانا الوادي" في البقاع الغربي التي كانت تعني أسياد وادي التيم، ثم تحوّلت لاحقًا إلى كلمة "راشيّا الوادي".