سـامراء

سامراء من المدن العراقية القديمة والمقدّسة، وكانت يومًا عاصمةً للدّولة العباسية لمدّة ستين سنةٍ.

تقع المدينة على الضّفة الشّرقية لنهر دجلة وتبعد نحو 118كم إلى الشّمال من العاصمة بغداد. يحدّها من الشمال تكريت، من الجنوب بغداد، من الغرب الرّمادي، من الشّمال الغربي الموصل، ومن الجنوب الشّرقي ديالى.

بُنيَت مدينة سامراء لتكون عاصمة الإمبراطورية العبّاسية. وكان المكان الذي شُيّدَت عليه المدينة مستوطنًا منذ أقدم العصور، وكان لسكّانه نصيب من الحضارة، تمتّد إلى عصورٍ سحيقةٍ. ولمّا انتقل المُعتصم العبّاسي من بغداد إلى سامراء، راح يفتّش عن موضعٍ لبناء عاصمته الجديدة. فلمّا كان يتحرّى المواضع، وصل إلى موضعٍ يبعد عن بغداد 118كم، فوجد فيه ديرًا للمسيحييّن، فأقام فيه ثلاثة أيّامٍ ليتأكّد له ملاءمة المحل، فاستحسنه واستطاب هواءه، واشترى أرض الدير بأربعة آلاف دينار. وأخذ في سنة 221 هـ بتخطيط مدينته التي سُمّيت "سرّ مَن رأى". وعندما تمّ بناؤها انتقل مع قادته وعسكره إليها. ولم يمض إلاّ زمنٌ قليلٌ حتّى قصدها الناس وشيّدوا فيها مباني شاهقة وسُمّيَت بـ"العسكر". واشتهرت بسامراء، وهي كلمة مشتقة من "سر مَن رأى" يوم كانت المدينة عامرة ومزدهرة، ثم أصبحت "ساء من رأى" لمّا تهدّمت وتقوّضت عمارتها.

 

كان يحيط بالمدينة سور مضلّع على شكلٍ يميل إلى الإستدارة، يبلغ طول محيطه 2كم، ولايتجاوز قطره 680م، مبني بالجصّ والآجر ويصل ارتفاعه إلى 7م، وكان له 19 برجًا وأربعة أبوابٍ، هي: باب القاطول، باب الناصرية، باب الملطوش وباب بغداد. وظلّ هذا السور ماثلاً للعيان حتى سنة 1356 هـ/1936 م. وأكثر بيوت المدينة مبنيّة بالآجر، وتنتشر في أرجائها الحدائق العامة والخاصّة. وفُتِحَ فيها متحفٌ وُضِعَت فيه المخطوطات والمصوّرات المهمّة عن آثارها، وفي مدخل المدينة يقع مشروع الثّرثار الذي يقي بغداد من الغرق.

تنتشر المحلاّت في سامراء في محلّة العابد، محلة البوجول، محلة البوبدري، محلة البونيسان، المحلة الغربية، محلة القاطول، محلة القلعة، المحلة الشّرقية.

أمّا شوارعها فأهمها: شارع الخليج وشارع السّريحة (يُعرَف بشارع الأعظم) وشارع الحير الأوّل وشارع أبي أحمد بن الرشيد وشارع برغمش التّركي.

 

مِن أهمّ جوامع المدينة جامع سامراء الكبير الذي شيّده المُعتصم عند بداية بناء المدينة سنة 221هـ، وجامع القلعة ومسجد حسن باشا ومسجد حميد الحسون ومسجد سيد درويش ومسجد البورحمان ومسجد علي بن أبي طالب ومسجد الحاج صالح الرّحماني ومسجد الأرقم ومسجد أولاد الحسن وجامع الفاروق. ويُعتَبر جامع أبي دلف وملويته والذي يبعد نحو 15 كم عن شمال المدينة من الآثار العبّاسية المهمّة في المدينة.

من معالمها الأثرية: المئذنة الملوية، النافورة وقصر بلكوارا (شيّده المُعتزّ سنة 247هـ)، قصرالعاشق والمعشوق (شيده المُعتمد العبّاسي سنة 264 هـ)، قصر المُعتصم (الجوسق الخاقاني)، قصر المُختار، القصر الوزيري، قصر العروس، القصر الجعفري، مدينة المتوكّلية (على بُعد 10 كم شمال مدينة سامراء)، قصر الجص، بركة السّباع، القبة الصّليبية، دار العامة، تلّ الصّوان وسور سامراء.