صـفد

أسّس الكنعانيّون صفد فوق قلعة تريفوت، في الجنوب الغربي من جبل كنعان، وهي ترتفع 839م عن سطح البحر. ويحيط بها مرجعيون وصور شمالاً، بحيرة طبريا وغور بيسان جنوبًا، جبال زمود والجرمق شرقًا وسهول عكّا والبحر المتوسط غربًا.

وُرِدَ ذكرها في النّقوش المصريّة في القرن 14 ق.م من بين مُدن الجليل. وعُرِفت في العهد الرّوماني بإسم "صيفا" كقلعةٍ حصينةٍ ومركز للقسس. وأقدمُ ذكرٍ لها في صدر الإسلام يعود إلى القرن الرّابع الهجري/العاشرميلادي. احتلّها الفرنجة وأقاموا فيها قلعة صفد التّي كانت تُسيطر على شمال الجليل وطريق دمشق-عكّا عام 11400م. حرّرها صلاح الدين الأيوبي من الفرنجة عام 1188م. لكنّ الصّالح إسماعيل، صاحب دمشق، تنازل عنها لهم كعُربون صداقةٍ وتحالف ضدّ الصّالح أيّوب في مصر، والنّصار داوود في الأردن عام 1240م. لكنّ الظّاهر بيبرس استعادها ثانيةً عام 1266م.

خضعت للحكم العُثماني منذ عام1517م بعد انتصار السّلطان سليم الأوّل العُثماني على السّلطان قنصوه الغوري المملوكي، في موقعة مرج دابق 1516م.

تُعتبر مدينة صفد ذات موقعٍ أثريٍ مهمٍ. فهي تحتوي على تلال وخرائب وأبراج، وتصاريف ومعاصر زيت وخمور، وأحواض منقورة في الصّخر وأنقاض وأساسات وحجارة مزخرفة، وأدوات صوانيّة ومدافن وفخاريات وجدران وأعمدة ومغائر وصهاريج، ونقوش وآثار ورسوم مدهونةٍ وخزّانات وسلالم. كما يوجد بها حمّام بنات يعقوب، خربة بنات يعقوب وقصر عترا.

أقام الصّهاينة في صفد أعلى مستعمرةٍ لهم في كلّ فلسطين، وهي مستعمرة قريات السّارة التّي ترتفع 961م عن سطح البحر، وتقع فوق جبل كنعان. وقد بلغ عدد المُستعمرات المُقامة على أراضي صفد حوالى 61 مستعمرةٍ.