عطبرة

تقوم مدينة عطبرة السودانية على ارتفاع 350 متر عن مستوى سطح البحر. وهي تقع عند التقاء نهر النيل برافده العطبرة، وتمثل موقعاً جغرافياً ممتازاً قامت عليه المدينة إلى الشرق من نهر النيل وإلى الشمال من العطبرة. وهي على بعد 611 كلم شمال الخرطوم العاصمة، وعلى مسافة 611 كلم جنوب وادي حلفا، و474 كلم غرب بور سودان. لذا تمتاز المدينة بقرب موقعها من المواني والعواصم الإدارية.

تمثل المدينة أيضاً عقدة مواصلات جيدة، تربط إقليمها مع أجزاء السودان المختلفة بالخطوط الحديدية والطرق. وقد أدى هذا الموقع الممتاز إلى اختيارها رئاسة ومركزا للسكك الحديدية. وتتفرع من عطبرة الخطوط الحديدية إلى بور سودان عبر الصحراء الشرقية، وإلى وادي حلفا شمالا على طول الصحراء النوبية، وإلى الخرطوم العاصمة جنوبا.

تظهر الأرض شبه مستوية من موضع المدينة، ولكنها ترتفع قليلا في أجزائها الشرقية والشمالية عن مناطقها الأخرى، وتتدرج في الانخفاض نحو نهر النيل والعطبرة، حيث الخضرة وكثرة الأشجار، بينما يسيطر الجفاف على المناطق الشمالية والشرقية التي تبعد عنها. وكان من نتائج انحدار الأرض على هذه الصورة أن ظهرت المجاري المائية (الأخوار) بكثرة في هذه المنطقة، وقد أثرت في تحديد طريقة العمران واتجاهاته إلى حد كبير. فهناك ستة مجارٍ مائية رئيسة، ثلاثة منها في الاتجاه الشمالي الجنوبي، أي إنها تنحدر من الشمال وتصب في نهر العطبرة. وتمتد المجاري الثلاثة الأخرى في الاتجاه الشرقي إلى ناحية الغرب وتصب في النيل الرئيسي. وثلاثتها توجد في منطقة قرى الداخلة والسيالة في شمال غرب المدينة. وتقوم هذه المجاري بتصريف مياه الأمطار.

تعتبر فترة ما بعد عام 1950 مرحلة التطور الحقيقي في المدينة، وخاصة في انتشار الأحياء السكنية الجديدة لأول مرة، والبدء في إعادة تخطيط معظم الأحياء القديمة حتى تتمشى مع التطور الحديث، إلى جانب التوسع في توفير المياه والإنارة لمعظم مناطقها. ومن ضمن مشاريع إعادة التخطيط ترحيل منطقة الانادي إلى شرق المدينة وخططت كمنطقة سكنية من الدرجة الثالثة. وفي العام نفسه أعيد تخطيط قرية الداخلة القديمة كمناطق سكنية من الدرجتين الثالثة والثانية إلى الشرق من القرية القديمة.

وكان من نتائج زيادة عدد السكان في المدينة، والحاجة إلى مساكن جديدة، ظهور منطقة المزاد في شرق المدينة عام 1960، وخصصت للمواطنين من ذوي الدخل المحدود.

خصصت منطقة المطار في شمال شرق المدينة كمناطق سكنية أيضا لسكان قرية السيالة لعدم استيعابهم جميعا في المنطقة. هذا بالإضافة إلى أن مصلحة السكة الحديد اختارت، لمجابهة التوسع المتزايد في منشآتها، منطقة في شرق حدود المدينة للبضائع والتخزين. كما تم تخصيص منطقة مساحتها 100 فدان للقيادة الشمالية العسكرية في هذا الاتجاه، وأضيفت هذه المناطق إلى حدود المدينة. كما اختير مطار عطبرة الجديد في خارج الحدود الشمالية الشرقية للمدينة واستغلال مكانه القديم للأغراض السكنية.