عكا

عكّا من المُدُن الكنعانية الفلسطينية. أسّسها الجرجاشيّون الفينيقيّون على موقعٍ يسهل الدّفاع عنه بين رأس النّاقورة وجبل الكرمل وجبال الجليل ومُستنقعات النّعامين، ودعوها بإسم "عكو" بمعنى الرمل الحار، وأَطلق عليها الفراعنة إسم "عكا"، واليونانيون إسم "بتوطايس".

شهدت عكّا كلّ الغزاة الذين غزوا فلسطين وقاومتهم على مدى العصور منذ الفراعنة حتّى العثمانيين. ولا ينسى التاريخ تحطّم أحلام نابليون في الإستيلاء على الشّرق تحت أسوار عكا الحصينة.

تُعَد مدينة عكا مركز القضاء الذي يحمل اسمها والذي يقع إلى الشمال الغربي من فلسطين. يحدّه من الشمال الحدود اللبنانية، ومن الشرق قضاء صفد وطبريا، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب قضاء النّاصرة. ويضمّ القضاء، بالإضافة إلى مدينة عكّا التي تقع على الطّرف الشّمالي من خليج عكا، حوالى 52 قرية و8 عشائر بدوية.

كان لأهالي عكا دَورٌ في كلّ الإنتفاضات والمُظاهرات والمؤتمرات والثورات الفلسطينية ضدّ الإنكليز واليهود. وبعد انسحاب القوات البريطانية واشتعال الحرب، دافع العكّاويون عن مدينتهم حتى امتدّ القتال من دارٍ إلى دارٍ ومن شارعٍ إلى شارعٍ، إلى أن سقطت بأيدي المُنظّمات الصّهيونية المُسلّحة وذلك بفضل ما تملكه من أحدث آلات الحرب من المُصفحات والمدافع والزوارق الحربية. وأدّى الإحتلال إلى تشريد بعض أهالي عكا.

تُعتبر عكّا ذات موقع اقتصادي وتجاري بفضل مينائها الذي يُعَدّ من أهم موانئ فلسطين لصيد الأسماك، كما تُعتبر ذات موقع أثريّ مهم. فهي تحتوي على العديد من الآثار والمعالم والأماكن الأثرية القديمة من غالبية العصور التّاريخية. فهناك السّوق الأبيض وحمّام الباشا وخان العمدان والقلعة وأسوارها الحصينة والممرّ الألماني وجامع الجزّار وغيرها...

من أبرز أبناء مدينة عكّا: أحمد أسعد الشقيري مؤسّس وأول رئيس لمنظّمة التحرير الفلسطينية، وغسان كنفاني أحد أبرز فرسان الفكر والقلم الذي اغتالته أيدي الإرهاب الصّهيوني في بيروت بتاريخ 8/7/1972.