غدامس

 

صنّفت الاونسكو مدينة غدامس الاثرية بثالث اقدم مدينة في العالم ، وهي تقع غرب ليبيا في خط عرض 9.29شرقاً و 30.07 شمالاً . إسمها روماني الاصل يعني بلد الجلود. وهي الان واحة نخيل تقع جنوباً على الحدود مع تونس وغرباً على الحدود الليبية الجزائرية .

كانت غدامس قديماً واحدة من أشهر المدن الافريقية الشمالية التي لعبت دورا تجارياً مهماً بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى بكونها محطة للقوافل . دخل الاسلام غدامس سنة 44 هجرية على يد الفاتح الصحابي عقب بن عامر الفهري . وكانت الوثنية سلئدة قبل ذلك .

وجدت منحوتات ونقوش حجرية تدل على وجود حياة في غدامس وحولها منذ 10000 سنة . وقد خضعت المدينة قديماً لسيطرة الاغريق ثم الرومان . دخلها العرب لاول مرة بقيادة عقبة بن نافع ، وبلغت ذروة مجدها في القرن الثامن عشر عندما خضعت للحكم العثماني الموجود آنذاك في ليبيا ، واصبحت مركزاً مهماً للقوافل وقاعدة للتجارة بين اجزاء الشمال الافريقي . وصلها الايطاليون عام 1924 م بعد ان احتلوا ليبيا باربع سنوات واخضعوها لسلطتهم حتى اندحارهم منها ودخول القوات الفرنسية اليها سنة 1940م .

ظل الفرنسيون في غدامس حتى 1955 م . وكانت الحكومة التونسية قد اعادت غدامس الى ليبيا سنة 1951 .

يقال إن تاريخ غدامس يعود الى زمن النمرود بن كنعان بن سام بن نوح . ويقال إن اول من استوطن فيها ابن ماني . وتفرّع بني ملني الى ثلاثة فروع . ويعتبر أهل المدينة مزيجاً من البربر والعرب ، يتكلمون لهجة خاصة بهم عرفت باللهجة الغدامسية ، وهي قريبة جداً من اللغة الاميزيغية . كما اشتهر سكان غدامس بحبهم للعلوم والدراسات بشتى مجالاتها ، وبنوا مدينتهم عل طراز معماري مميز .

يبلغ عدد سكان غدامس الحديثة 12 الف نسمة بينهم عدد قليل جداً من الطوارق جاءوها لاول مرة فبل سبعين سنة . وكانت العائلات الساكنة في غدامس القديمة قد بدأت الانتقال الى القسم الحديث سنة 1986 .

صنفتها منظمة اليونيسكو  مدينة تراثية عالمية عام  1986