كلباء

تقع مدينة كلباء في أقصى شرق دولة الإمارات العربية المُتحدة، على خطّ الحدود الفاصل بين دولة الإمارات وسلطنة عمان. ويقع فيها مركز الحدود في أقصى الجنوب في منطقة خطم ملاحة.

تُعتَبر "كلباء" من أهم مدن الشارقة وأكثرها جمالاً وهدوءًا، ويبلغ عدد سكّانها حوالى 45 ألف نسمةٍ. وهي تمتاز بموقعٍ استراتيجيٍ وسياحيٍ وسياسيٍ، حيث تقع على الجزء الشرقي لدولة الإمارات المُطلّ على خليج عمان.

"كلباء" عبارة عن سهلٍ ساحليٍ مُنبسطٍ، تحيط به الجبال على طول الساحل، وتبلغ مساحتها حولي 66 كلم مربعًا، وتنقسم إلى مناطق عدّةٍ هي: سور كلباء، الطّريف، الغيل وخور كلباء ووادي الحلو. ويُعتَبر سهل كلباء معبرًا ومصبًا للعديد من الأودية الطّبيعية الرّئيسة والفرعية في هذه المناطق، مثل وادي السّور ووادي حام ووادي مي وغيرها، حيث تتجمّع المياه بشكلٍ طبيعيٍ فوق الجبال ثم تنساب برويةٍ نحو المُنخفضات، مُشَكّلةً رافدًا مائيًا غنيًا لريّ المزارع.

تتمتّع المدينة بمواقع أثريةٍ جميلةٍ، منها حصن كلباء الأثري الذي يعود تاريخه إلى فترة الإستعمار البرتغالي للمنطقة. وهنالك قلعةٌ أثريةٌ جميلةٌ أخرى على قمّة أحد الجبال، مُطلةً على البحر مباشرةً في ضاحية الغيل في كلباء. وتمتاز كلباء بكونها مصيفًا لأهالي الإمارات الشّمالية، حيث كانت تُوصف بأنّها جنة زراعية لكثرة المزروعات الحمضية والفاكهة والتمور فيها، حتى إنّها كانت تُسمّى "بلد الألف مزرعة". ولمدينة كلباء جمالية خاصة من جهة مبانيها التراثية القديمة التي جذبت إليها الكثير من هواة الطبيعة والهدوء والجلسات الشاعرية هربًا من زحام وتوتّر الحياة اليومية ومشكلاتها، وبحثًا عن لحظات الهدوء النّفسي على كورنيش كلباء المُمتدّ لمسافة 20 كيلومترًا، تبدأ من دوّار كلباء الأوّل بعد الجسر وتنتهي قبُيل خور كلباء، حيث منطقة أشجار القرم وأسماك الكابوريا والجمبري التي تشتهر بها هذه المنطقة الكثيفة الأشجار ذات المياه الضّحلة الهادئة. ومن معالم كلباء أيضًا مُجمّع الأسواق الحديث الذي تمّ بناؤه مؤخّرًا لتجميع حركة التجارة فيه. وقد صُمّم كنموذجٍ مُستوحى من تراث المنطقة بِلَونَيه الأبيض والأزرق ويجاوره ميناء كلباء.

حصن كلباء

يقع هذا الحصن في مدينة كلباء مواجهًا للبحر، شأنه في ذلك شأن الحصون والقلاع التّي كانت تُقام للدّفاع عن المُدُن السّاحلية بوجه غزوات الأعداء القادمين من البحر. ويعود بناؤه للفترة ما بين 150و200 سنة مضت. ويظهر الشّكل العام للحصن على هيئة مربّع تقريبًا، وهو مبنيٌّ على مسطبةٍ بارتفاع 1.20سم، بواسطة جدارٍ خارجيٍ سميكٍ يُحيط بالمبنى.

يقع بناء الحصن في القسم الأخير من المصطبة، تاركًا أمامه فراغًا واسعًا للجلوس والإجتماع. ويتألف بناؤه من البرج الواقع في الرّكن الجنوبي الشّرقي، ومن مربعةٍ في الوسط تتألّف من طبقتين، بجانبهما غرفة المخزن. وبُنِيَ فوق تلك الكتلة المُربّعة الشّكل التّي اتخذت الشكل الهرمي في بناء جدرانها، بحيث يُلاحَظ الإنحدار والميلان. وجدران الحصن مبنيةٌ من الحجر والجصّ وفي وسطها طبقات من اللبن مرصوف لجميع المنطقة.

تتألّف المربّعة من طبقتين، رُوعِيَ عند بنائها أن يكون الحصن لأغراضٍ دفاعيةٍ بحيث تمتاز بالمزاغل العمودية وكذلك الدائرية، حيث تستقرّ فتحةٌ عموديةٌ فوق الشبابيك. وللحصن برجٌ في ركنه الجنوبي الشرقي وهو مدفون للمستوى المُقارب لسطح الحصن (الأرضية).

وفي أعلى الحصن توجد المُسنّنات بمستوياتٍ مختلفةٍ تُعزّز من قوّته الدفاعية. كما إنّه مُحاط بجدارٍ تعلوه تلك المسننات التي تساعد على الإطّلاع وكمرامٍ للمزاغل نحو الخارج.

يحتوي الحصن على بئر مربعة الشّكل تقع في منتصف جانبه الشّرقي كعنصرٍ دفاعيٍ لتزويد المُدافعين بالماء. والبئر مبنيةٌ بالحجر المُهندم وبجوانبها فتحات كالسّلم من الداخل.