زويلة

هي مدينةٌ ليبيّةٌ صحراويّة في منطقة فزّان، إلى الجنوب الشّرقي من سبهَا، قائمة في واحةٍ من النّخيل. كانت في القديم على طريق مدن القوافل، وأحد مراكز التّجارة مع إفريقيا.

 

تحدّث عنها أهل السّيَر، فقالوا إنّها غير مسوّرة في وسط الصّحراء، وهي أوّل حدود بلاد السّودان. وكان فيها جامع وحمّام وأسواق. وكان بها خيل وبساط للزّرع يُسقى بالإبل. ولمّا فتح عمرو بن العاص "بَرقَة"، بعث عقبة بن نافع حتّى بلغ زويلة، فصار ما بينها وبين بَرقَة للمُسلمين. وذكروا أنّه كان لأهل زويلة حكمةً في احتراس بلدهم، وذلك أنّ الذّي عليه نوبة الإحتراس منهم، يعمد إلى دابّة فيشدّ عليها حزمةً كبيرةً من جريد النّخل، ينال سعفها الأرض، ثم يدور بها حوالى المدينة؛ فإذا أصبح من الغد، ركّب ذلك المُحترس ومن تَبِعه على جمال السّروح وداروا على المدينة. فإن رأوا أثرًا خارجًا من المدينة، اتّبعوه حتى يدركوه أينما توجّه، لصًا كان أو عبدًا، أم أمةً أو غير ذلك. ومن زويلة كان يُجلَب الرّقيق إلى ناحية إفريقيا، فتتمّ مبايعتهم بثيابٍ حمر.

 

صُكّت الدّنانير الذّهبية في زويلة أيّام ازدهارها واستقلالها، في الفترة التّي حكمها الهواريّون خلال الحكم الفاطمي. وبعد زوال الفاطمييّن، ارتبطت زويلة بالمُرابطين والموحّدين والحفصييّن. وخلال هذه الحقبة، أضحت مدينة كبيرة لها مسجد وأسواق وحمّامات.

 

وما يزال في زويلة قلعتها التّاريخية وجامعها العتيق ومقابر على الطّراز البيزنطي. ويقولون إنّها تضمّ رفات عددٍ مِن الصّحابة الفاتحين أيّام الفتح الإسلامي.

وبزويلة قبرُ دعبل بن علي الخُزاعي، الشّاعر المشهور.

 

 

 



النخيل
السودان