الموصل

الموصل كما جاءت في الاعمال الكاملة للدكتور نفولا زيادة --الجزء الثالث عشر

الموصل هي ثالث أكبر المدن العراقية وتقع في شمال العراق، على نهر دجلة. هي مركز محافظة نينوى وإحدى أهمّ المدن العراقية التي تلعب دورًا مميّزًا في قطاعيّ التجارة والصّناعة. وأهمّ صناعاتها صناعة المُوسلين (نوع من الثياب المصنوعة من خيوط الحرير؛ وكلمة "موسلين" مشتقّةٌ من كلمة "موصل") وإنتاج السُّكر وصناعة الكبريت. وتشتهر الموصل بحقول النّفط الأهم في العراق، وفيها مصافي عين زالة المشهورة. وبالقرب منها توجد آثار نينوى المدينة التّاريخية القديمة. وفيها مطار مدنيّ، وتنشط فيها حركة التّجارة كونها على الخط الحديديّ العريض الذي يصل بغداد بالمُدُن السّورية الشّمالية كالقامشلي ودير الزور وحلب. وهي تتّصف بصحة هوائها وعذوبة مائها، وعلى العموم، فهي حارّة صيفًا وباردة شتاءً.

 

الموصل مدينةٌ قديمةٌ اعتُبِرَت ذات يومٍ باب العراق ومفتاح خُراسان، ومنها كان يُقصد إلى أذربيجان. وقديمًا قالوا: "بلاد الدّنيا العظام ثلاثة: نيسابور باب الشّرق ودمشق باب الغرب والموصل لأنّ القاصد إلى الجهتين قلّما لا يمرّ بها، حتّى أنّها سُمّيَت بالموصل لأنّها وصلت بين الجزيرة والعراق؛ وقيل أيضًا لأنّها تصل بين دجلة والفرات؛ وقيل لأنّ الملك الذي بناها اسمه الموصل، وهو راون بن بيوارسف. وأوّل من ساوى طرقات الموصل في العهد العربي الإسلامي وبنى عليها سورًا كان مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم، المُلقّب بالحمار، وهو آخر خلفاء بني أميّة.

وكان هذا السّور في ما بعد يشتمل على جامعين اثنين: أحدهُما بناه نورالدين محمود في وسط السوق، وهو طريق الذّاهب والآتي، والآخر نشز من الأرض في صقعٍ من أصقاعها، قديم، وهو الذي بناهُ من قِبَل مروان بن محمّد.

ومن مشاهير الموصل في القديم السرّي بن أحمد الرّفاء، وهو شاعرٌ ذَكَرَ المُوصل كثيرًا في أشعاره. ومن أهل الموصل الذين عُرِفُوا بالعلم والفضل: عبد العزيز بن حيان بن جابر بن حريث أبو القاسم الأزدي الموصلي المُتوَفّي سنة261 هـ.

ومن أبرز معالم الموصل اليوم:

ـ مئذنة الجامع النّوري المائلة، وتُعرَف بإسم الحدباء، وهي من أشهر معالم المدنية، ومن أقدم المآذن في العالم الإسلامي.

ـ سور نينوى القديم وقد أُعيد بناؤه من جديدٍ وهو من بقايا مدينة نينوى الآشورية.

ـ باب السّراي.

ـ السّرج خانة.

ـ دار التوتنجي التي أعيد ترميمها من جديدٍ وهي من أقدم الدُّور الموصليّة.

ـ قباب جامع النبي يوسف المخروطية الشّكل.

ـ الملاك المجنّح حكيم آشور وطبيبها الذي يعود تاريخه إلى آلاف السّنين.

ـ معبد آلهة الشمس حيث الأعمدة والتّماثيل الآشورية.

ـ آثار النّمرود، جنوب غرب الموصل، وكانت عاصمة الأمبراطورية الآشورية الثّانية.