بور سعيد

"بور سعيد" المصري إسمٌ مُركّب من كلمة "بورت" أو "بور" ومعناها ميناء، وكلمة "سعيد" إسم حاكم مصر وقت بدايتها التّاريخية. ويرجع أصل التّسمية إلى اللّجنة الدولية التي تكوّنت من إنكلترا وفرنسا وروسيا والنّمسا وإسبانيا و"بْيِي مونتي" الإيطالية حيث قرّرت هذه اللجنة، في الإجتماع الذي عُقِدَ في عام 1855، اختيار إسم "بورسعيد" علي الثّغر المقترح إنشاؤه في شمال القناة، وذلك تيمُّنًا بالوالي محمّد سعيد باشا، والي مصر آنذاك. وفي صباح 25 أبريل 1859 رُفِعَ العَلم المصري على الموقع. وألقى "ده ليسبس"، الذي بنى قناة السويس، كلمةً وسط العمال والفنيين من الأجانب والمصريين وبدأت أعمال الحفر.

 

تميّز تاريخ بورسعيد بعدّة مراحل هي:

*من عام 1859 حتى 1902:

قامت في هذه الفترة الميناء الأولى، بدائية في شكلها وأدائها، ثمّ تطوّرت لتؤدّي دورًا في إطار حركة السّفن العالمية وإطار الخدمات البحرية.

*من عام 1903 حتى 1930:

بلورت هذه الفترة شخصية المدينة والميناء و عمق دور المنطقة الحرّة التجارية بعد اتّفاق شركة قناة السّويس والحكومة المصريّة.

*من عام 1956 حتى 1975:

سجّلت هذه الفترة أحداثًا جسامًا، أبرزها العدوان الثّلاثي عام 1956 وأثاره المُضادة لنموّ أنشطة الميناء، ثمّ محاولاتٍ متكرّرةٍ للتّغلب عليها، وبداية النظرة التّخطيطية المُتكاملة التي تستهدف تغيير الهيكلية الإقتصادية والإنطلاق إلى مشاركاتٍ اقتصاديةٍ في الصناعة والتجارة تقلل من الإعتماد الكامل على خدمات وحركة العمال بالميناء. وبعد انتصار أكتوبر عام 1973 ووضوح الإهتمام الكبير الذي أبدته الدّولة في إطار خلق أنشطةٍ اقتصاديةٍ جديدةٍ أُقيمَ نظام المنطقة الحرّة علي ميناء بور سعيد بتعديل القوانين الجمركية وصدور قانونٍ جمركيٍ جديدٍ عام 1963، ثم تطبيق نظام المنطقة الحرة على مدينة بور سعيد في 1 يناير 1976 والمظاهر الخاصة للأنشطة الإقتصادية.

*منذ عام 1957 وحتى اليوم:

شهدت هذه الفترة استقرارًا وتعدّدت مشروعات الميناء من التّوكيلات الملاحية إلى الشّحن والتفريغ، وصدر قانون  الضّريبة الجمركية وتمّ فصل بور سعيد كمساحةٍ أرضيةٍ عن الميناء بسورٍ خشبيٍ ثم حديديٍ. وتعمّقت وظيفة الميناء وفاعليتها وزاد اعتماد الدّول على قناة السويس كعامل مهيّأ لأفضل ظروف الرّبحية للسلع المُستخدمة له عابرةً شمالاً أو جنوبًا.

وعلى وجه التّحديد، فإن معالم العمران والمدنية تحتكّ في بورسعيد من خلال محورين:

- محور إقليمي يتشابه في بور سعيد وبقيّة الجمهورية بدرجاتٍ متفاوتةٍ من إقليمٍ لآخرٍ.

- محور عالمي يستخدم الميناء إطارًا للتعامل والتكامل ما بين بور سعيد والعالم كلّه على اتّساعه وبدرجاتٍ متفاوتةٍ من دولةٍ لأخرى.

مرّت بمحافظة بورسعيد أحداث عديدة، منها:

* العدوان الثلاثي عام 1956 بعد تأميم قناة السويس والذي قامت به إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، وانتصر فيه أبناء بورسعيد نتيجةً للكفاح والصّمود والتّصدي للعدوان.

* عدوان إسرائيل عام 1967 الذي تمّ على أثره تهجير أبناء المحافظة إلى محافظاتٍ وقرى مصر، وإغلاق قناة السويس التي كانت أهمّ مصادر الرّزق لأبناء المحافظة.

* انتصار القوات المصرية عام 1973 وعبور القناة وعودة أبناء المحافظة من أماكن التّهجير.

* قرار إعلان بورسعيد منطقة حرة عام 1975 وانفتاحها على العالم وافتتاح قناة السويس مرّةً أخرى لإستقبال السفن بعد إغلاقها أكثر من ثمانى سنوات بسبب الحرب.

ومن أهم المناسبات فى المحافظة: عيد النصر في 23 ديسمبر، إعادة افتتاح قناة السويس في 5 يونيو، العبور المجيد وتحرير الأرض من العدوان في 6 أكتوبر، الإحتفال بشمّ النسيم حيث يُقام له إحتفالات خاصّة في شوارع المحافظة وميادينها.

تقع محافظة بور سعيد في الرّكن الشمالي الشرقي من الوجه البحري، على البوّابة الشمالية لقناة السويس. ويحدّها شمالاً البحر الأبيض المتوسّط، وجنوبًا بُحيرة المنزلة ومحافظة الإسماعيلية، وفي الجنوب الغربي محافظة الدّقهليّة والشرقية، ومن الغرب محافظة دُمياط، ومن الشرق شمال
سيناء.

تبلغ المساحة الكلية لمحافظة بور سعيد 134496 كيلومترًًا مربّعًا.