بيدوا

يُطلق على "بيدوا" إسم سويسرا الصّومال. وهي مدينة كبيرة بالنّسبة لغيرها من المُدُن الصّومالية الأخرى، كما إنّها تحتلّ مركزًا استراتيجيًا مهمًا بالنّسبة لقربها من الحدود المُشتركة مع الحبشة وكينيا.

تقعُ المدينة فوق ربوةٍ صخريةٍ، وترتفع عن سطح البحر حوالي خمسمائة مترٍ تقريبًا؛ ومناخها معتدل، وهواؤها جاف خالٍ من الرّطوبة التي تملأ معظم المدن الصّومالية. ولجفاف هوائها واعتدال مناخها يقصدها معظم الصّومالييّن للإستشفاء. فهي من هذه الناحية حلوان مصر.

تُحيط بالمدينة البساتين الخضراء المملوءة بأشجار الباباي واللّيمون والقصب والموز والتين الشوكي وخلايا النّحل المُمتلئة بالعسل الأبيض.

كلّ أراضي المنطقة صالحة للزّراعة، وبها كثير من المناظر الطبيعية الخلاّبة حيث تنمو الأشجار فوق الصّخور.

كل البوادي الموجودة بالمنطقة أرضها زراعيّة يُزرع فيها الذّرة الصّومالي الرّفيع (مسج) بكميّاتٍ كبيرةٍ. كما يُستخرج من أخشاب المنطقة الفحم بكمّياتٍ غزيرةٍ، تُصدّر إلى موقاديشو.

تنقسم مدينة بيدوا إلى قسمين كبيرين؛ كلٌّ منهما يختلف عن الآخر تمام الإختلاف. أمّا القسم الأول، فهو القسم الشّعبي وهو كبير، ويسكنه أفراد الشّعب على اختلاف طبقاتهم وأعمالهم، ومعظم بيوته من الأكواخ المبنية من الطّين والأعشاب. وكلّ كوخٍ عبارة عن حجرةٍ مستديرة القاعدة، لها سقف هرميٌّ يمنع وقوف الأمطار عليها. وفي هذا القسم، مَسجِدان كبيران مبنيان بالحجارة.

أمّا القسم الآخر من المدينة، فكلّ بيوته مبنيةٌ من الحجر على أحدث طرازٍ، كما إنّها جميلةٌ ومنسّقةٌ ونظيفةٌ، وكلّ بيتٍ فيها مُستقلّ عن الآخر تحيط به البساتين.

يُطلق على بيدوا إسم "هِبَة العُيون"، نسبةً للعيون الطّبيعيّة الغنيّة بالمياه العذبة. ووجود المياه العذبة في بيدوا عاملٌ مهمٌّ في جمالها، وبها الكثير من الأملاح الجيريّة.