حيفا

"حيفا"، فلسطين، كلمةٌ عربيّة من "ألحيفة" بمعنى "النّاحية"؛ و"حف" بمعنى "شاطئ". وقد سُكِنَت حيفا ومنطقتها منذ ما قبل التاريخ المُدوّن، حيث اكتُشِفَت في مغارات جبل الكرمل وكهوفه هياكلٌ بشريةٌ تعود إلى العصر الحجري القديم. والعرب الكنعانيون هُم أوّل مَن سَكَن حيفا وديارها وبنوا وعمّروا الكثير من مُدُنها وقراها.

 

مدينة حيفا هي مركزٌ لقضاءٍ يحمل اسمها. وهي وجه فلسطين البحري ومنفذها الرّئيسي للعالم الخارجي. و ثالث كبرى مدنها بعد القدس ويافا. وهي ذات موقع جغرافيّ مهمّ، حيث تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وبالقرب من رأس خليج عكّا الجنوبي. وتتكوّن من أراضٍ سهليةٍ منبسطةٍ وإلى جانبها أراض مرتفعة. فأراضيها ترتفع عن مستوى سطح البحر بين 50م و546م.
يحدّ حيفا وقضاؤها من الشّمال قضاء عكا، ومن الجنوب قضاء طولكرم، ومن الشرق قضاءا جنين والناصرة، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسّط. وقد انتقلت حيفا في أوائل القرن العشرين من قريةٍ متواضعةٍ لصيّادي الأسماك إلى مرفأٍ مُهمٍ حيث أصبح ميناؤها الحديث الذي افتُتِح عام 1933 من أكبر موانئ البحر الأبيض المتوسّط.

ارتبطت حيفا بشبكة طرق مُعبّدة وخطّ حديد القنطرة- غزة- اللّد- حيفا. وفي حيفا تمّ بناء مصفاة لتكرير البترول عام 1933. وعلى ساحلها ينتهي خط أنابيب بترول العراق، كركوك، المتوقّف حاليًا. كلّ ذلك ساهم في تطوّر ونمو حيفا واتّساع التجارة والصناعة فيها.

ومن الصناعات التي قامت في المدينة صناعة الإسمنت والسّجائر والمغازل والأنسجة. وحيفا كانت مركزًا نشيطًا للحركة الثّقافية والسّياسية والعُمّالية، وعلى أرضها قامت المنظمة الثّورية التي أسسها الشيخ عز الدين القسام.

 

وفي حيفا صدر خلال فترة 1946 و1980 حوالى 19صحيفة ومجلّة، وانتشرت فيها المطابع والجمعيات والأندية والفِرَق المسرحية.

في أواخر عهد الإنتداب كان في حيفا 20 مدرسةٍ ما بين إسلامية ومسيحية. كما تضمّ حيفا العديد من المناطق والمواقع الأثرية التي تحتوي على آثارٍ من العهود الكنعانية والرومانية والمسيحية والإسلامية، مثل مدرسة الأنبياء وكنيسة مار إلياس المنحوتة في الصّخر. وفيها قلعةٌ بناها الفرنجة وخربة السّمك؛ وتضمّ فسيفساء ومنحوتات صخرية رومانية، ومقام عباس أفندي، وهو معبد للمذهب البهائي. وعلى سفح جبل الكرمل تقع كنيسة مريم العذراء.