681-720 م
عُمَر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم هو الخليفة الأموي الثّامن.
وُلِدَ بحلوان بمصر سنة 60هـ. أمّه إم عاصم، بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.
كان أبيض الوجه، حسن الجسم، غائر العينين.
بعثه أبوه من مصر إلى المدينة المنوّرة ليتأدّب بأدب أهلها فكان يختلف إلى عبد اللّه بن عبيد اللّه يسمع منه. ولمّا مات أبوه عبد العزيز، طلبه عمّه عبد الملك إلى دمشق وزوّجه بابنته فاطمة. وكان قبل ذلك يبالغ في التنعّم ويفرط في الإختيال في المَشية.
قال أنس بن مالك: "ما صلّيت خلف إمامٍ أشبه برسول اللّه من هذا الفتى عمر بن عبد العزيز". وقال زيد بن أسلم: "كان يتمّ الركوع والسجود ويُخفّف القيام والقعود".
سُئِلَ محمد بن علي بن الحسين عن عمر بن عبد العزيز، فقال: "هو نجيب بني أميّة وأنّه يبعث يوم القيامة أمةً وحده". ونقل عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه أن "العلماء كانت مع عمر بن عبد العزيز تلامذة".
وقد عمل له ابن الجوزي سيرةً بلغت مُجلّدًا ضخمًا، وهو الذي أمر بجمع أحاديث رسول اللّه وتدوينها، كما جمع أبو بكر الصديق القرآن وعدل بين الناس عدلاً لم يره الناس إلاّ من جدّه عمر بن الخطاب فَرَتَع الناس في بحبوبة الأمن والخصب، وتمنّوا لو خلد في الخلافة، ولكن بني أمية تألّبوا عليه ودسّوا إليه السّم فمات مسمومًا. وسبب كراهيتهم له أنّه ضيّقَ الخناق عليهم ولم يتركهم يستغلّون ضعف الضعفاء.
توفّي بِدَيرِ سمعان سنة 101هـ.
هو الذي بنى الجحفة واشترى ملطية من الرومان بمائة ألف أسيرٍ وبناها. وتميّزت خلافته بالإصلاح الإداري والمالي.
عمر بن عبد العزيز هو الوحيد من خلفاء بني أمية الذي لم ينبشُ العبّاسيون لَحدَهُ بعد قضائهم على الدّولة الأموية.