1889 – 1965 م
وُلِد أمير الكمان الشّرقي، سامي الشّوا، في باب الشّعرية بالقاهرة، بعد أن انتقلت أسرة أنطون الشّوا من حلب إلى القاهرة، بدعوةٍ من القائد إبراهيم باشا، نجل زوجة محمد علي مؤسّس مصر الحديثة. وكان إبراهيم باشا قد استمع إلى تخت أسرة الشوا في حلب.
ومن الطّريف أن نذكر أنّ عام 1889 كان عام مولد عبقريات كثيرة في عالم الأدب والفن، منها عباد محمود العقاد، والدكتور طه حسين وابراهيم المازني والمؤرخ عبد الرحمن الرافعي، وملك الكوميديا نجيب ريحانة "الرّيحاني"؛ وأخيرًا أمير الكمان سامي الشّوا.
بدأ سامي الشّوا يدرسُ أصول الموسيقى العربية في صباه. تخصّص في العزف على آلة الكمان، ثم شقّ طريقه الفنّي بنجاحٍ كبيرٍ، واشترك في تخت محمد العقاد الكبير عازفًا على آلة الكمان، حيث صاحَبَ بالعزف غناءً كبار المُطربات والمطربين، منذ عبد الحي حلمي وأترابه حتى عهد أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب. أحبّته الجماهير العريضة، وكذلك الحُكّام من السّلاطين والملوك والأمراء.
دعاه، عام 1910، أحمد شوقي بك أمير الشّعراء لزيارة الأستانة، وعزف في حضرة الأمير يوسف عز الدين وليّ عهد السّلطان. وهناك أعجب به الجميع، وخاصة كبار الموسيقييّن الأتراك، وذلك من ناحية نهايات القفلات المصريّة الخلاّبة التي يطلق عليها أهل الفن "القفلة الحراقة"، وما يطلق عليها أهل الشّام إسم "البرمة".
عَزَف سامي الشّوا عام 1928 أمام ملك وملكة إيطاليا على كمانه القديم. ومن الطّريف أنّه عزف على هذا الكمان على وترٍ واحدٍ فقط، فدهش الملكان؛ وأهدته الملكة الإيطالية هديةً من الماس.
زار سامي الشّوا كثيرًا من الدّول الشرقية والغربية، وعزف هناك أمام ملوك ورؤساء وشعوب إيطاليا وبلجيكا وبلغاريا ورومانيا والعراق والأردن وتونس ومراكش وإيران وسوريا ولبنان. وزار البرازيل والأرجنتين وشيلي ليعزف أمام الجالية السُّورية اللّبنانية هناك.