بلاد عمورو

إن هذه التسمية تعني سكان الغرب ولقد أطلقها الأكاديون منذ عصر صارغون على إخوانهم ممن نزحوا باتجاه الغرب، وفي اللغة السومرية أطلق عليهم اسم "مارتو" التي تحمل المعنى نفسه.

ولقد عرفت هذه المنطقة باسم بلاد عمورو وأطلق على البحر الأبيض المتوسط اسم "بحر عمورو العظيم" كما عرف إله العموريين اسم "عمورو" وهو إله الصيد والحرب وزوجته عاشرة، ربة المسرات والنشاط وتشبه عشتار.

وتمتد حدود بلاد عمورو لتشمل سورية ولبنان والأردن وفلسطين. بل لقد امتدت إلى بلاد الرافدين بين عام 2100-1800ق.م. ففي الجنوب كانت سلالة ايسن في "لارسا"، ثم قضت على هذه السلالة سلالة بابل الأولى التي تزعمها حمورابي وهي سلالة عمورية أيضاً. وفي الشمال فإن سلالة شمشي أدد 1813ق.م.التي أسست بلاد أشور كانت ذات أصل عموري أيضاً.

أما صارغون ملك أكاد 2350ق.م فإن أعقابه ينتمون إلى الهوية العمورية ودليل ذلك اسم أحدهم"نارام سين" الشهير. ولعل ماري "تل الحريري" التي تقع على الفرات في سورية كانت عاصمة الإمبراطورية العمورية. وتتابع التنقيبات في التلال الأثرية السورية أعمالها للكشف عن أبعادها. وليست إيبلا "تل مرديخ" إلا حاضرة عمورية لا تقل أهمية عن ماري، بل لعلها كانت أوسع نفوذاً نظراً لموقعها المتوسط من بلاد عمورو.

أما يمحاض "حلب" وترقا "العشارة" وألالاخ "تل عطشانة" وعمريت وقطنه "المشرفة" وتل خويرة، فإنها مواقع هامة حافلة بالآثار المكتشفة أو هي في طريق الاكتشاف، وهي تؤكد اتساع الإمبراطورية العمورية، هذه الإمبراطورية التي استمرت حتى منتصف الألف الثاني ق.م، حيث ظهر النفوذ المصري واشتد التنازع بين المصريين وبين البابليين والآشوريين والحثيين. وكان الهكسوس من العموريين الذين هاجروا إلى مصر واستمر حكمهم لها من عام 1785ق.م-1580ق.م.

ولقد تم التعرف على ملوك ماري وإيبلا من خلال ألوف الرقم التي أوضحت أبعاد هذه الإمبراطورية وأوضحت علاقة المدن ببعضها. وتحدثت عن الحروب التي تمت مع الأقوام أو المدن الأخرى.