جولات في مدينة حلب القديمة مرورا بمبانيها الأثرية

تتمتع مدينة حلب القديمة ضمن الأسوار بميزة فريدة في العالم، فهي محافظة على طابعها التاريخي وزاخرة بالأوابد المعمارية الهامة. وتتوسطها قلعة حلب والجامع الأموي الكبير. ولكي نستطيع زيارتها لابد أن ننطلق من منطقة الجامع والقلعة ومن أبوابها حيث ابتدأت التجمعات المعمارية القديمة.


حول القلعة
وإذا قمنا بجولة حول قلعة حلب فإنا سنزور المدرسة السلطانية وفيها مدفن الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين الأيوبي ت1216 الذي تزوج من ابنة عمه الملك العادل ضيفة خاتون وكانت الملكة الوحيدة لحلب إذ أصبحت وصية على ولدها. ثم نصل إلى جامع الطنبغا أو جامع ساحة البلح ويقع بجوار السور الشرقي للمدينة 1318م، ونعود إلى تحت القلعة لزيارة جامع الأطروش 1399م وهو من أجمل الجوامع المملوكية ويتبعه مدفن ويمتاز بمئذنته السامقة.  

ثم نمر بجامع الطواشي 1537م. أما المدرسة الخسروفية فهي مجمع هام صمم عمارته المعمار سنان الشهير 1546م. وعند مدخل القلعة خان الشونة ويتألف من قيسارية على شكل سوقين 1546م، ولقد تم استملاكه لصالح مديرية الآثار عام 1979م واصبح سوقاً للصناعات اليدوية. وليس بعيداً عنه حمام يلبغا الناصري، وهو من أجمل حمامات حلب، جدد عام 1389م ورمم مؤخراً واصبح حماماً سياحياً، يتألف من ثلاثة أقسام.

وقريباً من باب النيرب يقع جامع السكاكيني أو جامع اشقتمر 1374.

حي الجديدة

إن أجمل بيوت حلب التقليدية تقع في حي الجديدة الذي أنشئ بعد عام 1420 وقد سكن فيه تجار المدينة والأغنياء فأحسنوا بناء بيوتهم حول الكنائس القديمة ككنيسة الأربعين شهيداً القرن الخامس، وكنيسة مار الياس وكنيسة السيدة. قامت الدور في هذا الحي في شوارع متوازية على شكل أحياء مغلقة. وجميع البيوت مزدانة بزخارف خشبية وكتابات في الغرف ولها أقنية ذات نوافير وأزهار. ومن أبرز هذه البيوت بيت باسيل والدلال وصائغ والوكيل وكبة وغزالة، وأجقباش وأصبح متحفاً للتقاليد الشعبية. والسيسي وأصبح مطعماً، ووقف إبشير باشا ويضم سوقاً رائعاً بعمارته وجامعاً وخاناً ومصبغة وفرناً وقهوة 1653م.

منطقة باب الفرج

هي مركز المدينة، وفيها باب للمدينة أنشئ في عصر الملك الظاهر غازي، ولقد هدم عام 1904. ولم يبقَ إلا برجه الجنوبي. وفي وسط ساحة باب الفرج يقوم برج الساعة أنشئ عام 1899. وإلى الشرق من برج الساعة يقع مسجد بحسيتا 1350م وإلى شرقه المدرسة القرموطية 1477م وجددت عام 1570م. وفي النهاية الشرقية يقع الجامع العمري 1393م ثم جامع الدباغة العتيقة 1404م. وتقع المكتبة الوطنية في ساحة باب الفرج مقابل برج الساعة.

حول باب الحديد

يقع باب الحديد في شرق باب الفرج وقربه يقع مخفر الحديد الذي رمم، ثم المدرسة الأتابكية على بعد مئة متر من الباب 1385م ثم التكية الإخلاصية 1634م وجامع الصروي في حي البياضة 1402م، وحمام البياضة 1450م، ومكتب الحموي 1560م وهو مسجد رمم وجدد 1768م. وفي شرق خندق الروم في حي باب النيرب تقع المدرسة الطرنطائية 1373م.

حول باب النصر

أعاد بناء الباب الملك الظاهر غازي 1212م، ومقابله يقوم خان أوج خان أي الخانات الثلاثة، وهو أقدم خان خارج الأسوار، جدده السلطان الغوري. ويقع بعده قصر جنبلاط أو جان بلاط من أتباع السلطان قايتباي ثم انتخب سلطاناً وقتل عام الأقواس 1510م. وقريب منه المدرسة العثمانية ذات الطراز التركي 1738م وأمامها مصبنة الزنابيلي 1824م وحمام أزدمر 1485م وحمام القاضي 1508م وجامع المهمندار ق14م وخان قورت بيك ابن خسرو باشا ق16م.

أما خانقاه الفرافرة فقد بنته ضيفة خاتون 1237م، ولقد تم ترميمه مؤخراً، وهو رباط لإيواء الفقراء والمقطوعين.

وجامع الحيّات بناء قديم جداً، وبجواره المدرسة الرشدية العسكرية مقابل القلعة 1882م وكانت مخصصة للتعليم العسكري وتشغلها حالياً مديرية الخدمات الفنية. وعلى بعد 100م من باب النصر يقع جامع الزكي 1439م.

حول باب قنسرين وباب أنطاكية

من أوائل الجوامع العثمانية جامع العادلية 1557م، وإلى الشرق منه تربة المرحومة كوهر ملكشاه من آل عثمان 1752م وتقوم خلف واجهة جامع السفاحية المشهور بمئذنته وجامع السفاحية أنشئ 1464م. أما البيمارستان الأرغوني الكاملي فهو مشفى تم بناؤه عام 1354م، وقد رمم وأصبح موئلاً سياحياً. وهو مشفى متكامل ولعله كان مخصصاً للأمراض المعدية. وإلى جانبه يقع خان القاضي من أقدم الخانات الحلبية 1450م ثم حمام الجوهري في الشارع المؤدي إلى باب قنسرين 1404م. ثم جامع منكلي بغا أو جامع الرومي 1521م ويمتاز بمئذنته وبقبته المقرنصة، وشرقي جامع العادلية يقع جامع الموازيني أنشأه سيف الدين تغري بردي والد المؤرخ المشهور 1395م.

وإلى الجنوب الشرقي من باب قنسرين نزور قلعة الشريف 1085م وكانت متصلة بتحصينات المدينة.

في حي الجلوم

وفي حي الجلوم يقع جامع البهرمية 1580م ويمتاز بمئذنته ومحرابه. وإلى الشرق مدرسة الجلبي 1763م والبيمارستان النوري أنشأه نور الدين في منتصف القرن 12م، وإلى الغرب المدرسة المقدمية 1168م وخان القصابية أو خان أيرك 1510م وخان الجمرك ويضم 127 مخزناً في طابقين، وجامع التوتة جدد عام 1150م ثم جامع القيقان في حي العقبة والملاصق للسور. وفي جنوب الجلوم تقع الزاوية الهلالية وهي مسجد قديم جدد عام 1790م.

حول باب المقام

وحول باب المقام في حي الفردوس مازال ضريح خاير بيك 1522م ثم مدفن أوغلبك 1476م ويقع شمال المدرسة الظاهرية البرانية التي تقع جنوب المقام 1219م والمدرسة الكاملية 1237م وجامع ومدرسة الفردوس إلى الجنوب الغربي من المدرسة الظاهرية والتي أنشأتها ضيفة خاتون وهي مدرسة ومدفن ورباط وتعتبر من أكبر مدارس حلب.

وبالقرب من المدرسة الكاملية يقع مدفن وسبيل قره سنقر 1303م ويعرف باسم سبيل المقامات. أما مقام الصالحين فيحوي العديد من القبور الدوارس وقد نقل أحد القبور الحجرية إلى متحف حلب. وفي جنوب محلة الفردوس تقوم تربة الرحالة على الهروي 1207م صاحب كتاب "الإشارات إلى معرفة الزيارات" وهي ما تبقى من المدرسة. وفي غرب مدينة حلب يقع مشهد الحسين وعليه كتابات هامة.