خَلِيليَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا |
على طللٍ بينَ القلاتِ وشارعِ |
به ملعبٌ منْ معصفاتٍ نسجنهُ |
كَنَسْجِ الْيَمَانِي بُرْدَهُ بِالْوَسَآئِعِ |
وَقَفْنَا فَقُلْنَا إِيهِ عَنْ أُمِّ سَالِمٍ |
وَمَا بَالُ تَكْلِيمِ الدِّيَار الْبلاَقِعِ |
فَمَا كَلَّمَتْنَا دَارُهَا غَيْرَ أَنَّهَا |
ثَنَتْ هَاجِسَاتٍ مِنْ خَيَالٍ مُرَاجِعِ |
ظَلِلْتُ كَأّنِّي وَاقِفٌ عِنْدَ رَسْمِهَا |
بحاجة ِ مقصورٍ لهُ القيدُ نازعِ |
تَذَكُّرَ دَهْرٍ كَانَ يَطْوِي نَهَارَهُ |
رقاقُ الثَّنايا غافلاتُ الطَّلائعِ |
عفتْ غيرَ آجالِ الصَّريمِ وقدْ يُرى |
بها وُضَّحُ اللُّبّاتِ حورُ المدامعِ |
كأنّا رمتنا بالعيونِ التي بدتْ |
جَآذِرُ حَوْضَى مِنْ جُيُوبِ الْبَرَاقعِ |
إَذَا الْفَاحِشُ الْمِغْيَارُ لَمْ يَرْتَقِبْنَهُ |
مددنَ حبالَ المُطمعاتِ الموانعِ |
تَمَنَّيْتُ بَعْدَ النَّأيِ مِنْ أُمِّ سَالِمٍ |
بِهَا بَعْضَ رَيْعَاتِ الدِّيَارِ الْجَوَامِعِ |
فَمَا الْقُرْبُ يَشْفِي مِنْ هَوَى أُمِ سَالِمٍ |
وَمَا الْبُعْدُ مِنْهَا مِنْ دَوَآءٍ بِنَافِعِ |
مِنَ الْبِيضِ مِبْهَاجٌ عَلَيْهَا مَلاَحَة ٌ |
نُضَارٌ وَرَيْعَانُ الْحِسَانِ الرَّوَآئِعِ |
هيَ الشَّمسُ إشراقاً إذا ما تزيَّنتْ |
وَشِبْهُ النَّقَا مُغْتَرَّة ً فِى الْمَوَادعِ |
وَلَمَّا تَلاَقَيْنَا جَرَتْ مِنْ عُيُونِنَا |
دُمُوعٌ كَفَفْنَا مَآءَهَا بِالأصَابِعِ |
وَنِلْنَا سِقَاطاً مِنْ حَدِيثٍ كَأَنَّهُ |
جنى النَّحلِ ممزوجاً بماءِ الوقائعِ |
فَدَعْ ذَا وَلكِنْ رُبَّ وَجْنآءَ عِرْمِسٍ |
دواءٍ لغولِ النّازحِ المتواضعِ |
زَجُولٌ بِرِجْلَيْهَا نَهُوزٌ بِرَأْسِهَا |
إذا ائتزرَ الحادي ائتزارَ المُصارعِ |
كَأَنَّ الْوَلاَيَا حِيْنَ يُطْرَحْنَ فَوْقَهَا |
عَلَى ظَهْرِ بُرْجٍ مِنْ ذَوّاتِ الصَّوَامِعِ |
قطعتُ بها أرضاً ترى وجهَ ركبها |
إِذَا مَا عَلَوْهَا مُكْفَأَ غَيْرَ سَاجِعِ |
كَأَنَّ قُلُوبَ الْقَوْمِ مِنْ وَجَلٍ بِهَا |
هوتْ في خوافي مُطعماتٍ لوامعِ |
مِنَ الزُّرْقِ أَوْ صُقْعٍ كَأَنَّ رُؤُوسَهَا |
منَ القهزِ والقُوهيِّ بيضُ المقانعِ |
إِذَا قَالَ حَادِينَا لِتَشْبِيهِ نَبْأَة ٍ |
صَهٍ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ دَوِيَّ الْمَسَامِعِ |
كأنِّي ورحلي فوقَ أحقبَ لاحهُ |
مِنَ الصَّيْفِ شَلُّ الْمُخْلِفَاتِ الرَّوَاجِعِ |
مُمَرٍّ أَمَرَّتْ مَتْنَهُ أَسَدِيَّة ٌ |
يَمَانِيَة ٌ حَلَّتْ جُنُوبَ الْمَضَاجِعِ |
دَعَاهَا مِنَ الأَصْلاَبِ أَصْلاَبِ شُنْظُبٍ |
أخاديدُ عهدٍ مستحيلِ المواقعِ |
كَسَا الأَرْضَ بُهْمَى غَضَّة ً حَبَشِيَّة ً |
تؤاماً ونُقعانُ الظُّهورِ الأقارعِ |
وَبِالَّرْوضِ مَكْنَانٌ كَأَنَّ حَدِيْقَهُ |
زرابيُّ وشَّتها أكُفُّ الصَّوانعِ |
إِذَا اسْتَنْصَلَ الْهَيْفُ السَّفَا بَرَّحَتْ بِه |
عراقيَّة ً الأقياظِ نجدُ المرابعِ |
موشَّحة ٌ حقبٌ كأنَّ ظهورَها |
صفا رصفٍ مجرى سيولٍ دوافعِ |
فلمّا رأى الرائي الثُّريّا بسُدفة ٍ |
ونشَّتْ نطافُ المبقياتِ الوقائعِ |
وَسَاقَتْ حَصَادَ الْقُلْقُلاَنِ كَأَنَّمَا |
هُوَ الْخَشْلُ أَعْرَافُ الرِّيَاحِ الزَّعَازِعِ |
تَرَدَّفْنَ خُرْشُوماً تَرَكْنَ بِمَتْنِهِ |
كُدُوحاً كَآثَارِ الْفُؤُوسِ الْقَوَاطِعِ |
وَمِنْ آئِلٍ كَالْوَرْسِ نَضْحاً كَسَوْنَهُ |
مُتُونَ الصَّفَا مِنْ مُضْمَحِلٍّ وَنَاقِعِ |
عَلَى ذِرْوَة ِ الصُّلْبِ ِ الَّذِي وَاجَهَ الْمِعَا |
سواخطَ منْ بعدِ الرِّضا للمراتعِ |
صِيَاماً تَذُبُّ الْبَقَّ عَنْ نُخَرَاتِهَا |
بنهزٍ كإيماءِ الرُّؤوسِ الموانعِ |
يُذبِّبنَ عنْ أقرابهنَّ بأرجلٍ |
وأذنابِ زُعرِ الهُلبِ زرقَ المقامعِ |
فلمّا رأينَ اللَّيلَ والشَّمسُ حيَّة ٌ |
حَيَاة َ الَّذِي يَقْضِي حُشَاشَة َ نَازِعِ |
نَحَاهَا لِثَأْجٍ نَحْوَة ً ثُمَّ إِنَّهُ |
توخّى بها العينينِ عينيْ متالعِ |
إِذَا وَاضَخَ التَّقْرِيبِ وَاضَخْنَ مِثْلَهُ |
وإنْ سحَّ سحّاً خذرفتْ بالأكارعِ |
وَعَاوَرْنَهُ مِنْ كُلِّ قَاعٍ هَبَطْنَهُ |
جَهَامَة َ جَوْنٍ يَتْبَعُ الرِّيحَ سَاطِعِ |
فما انشقَّ ضوءُ الصُّبحِ حتَّى تعرَّفتْ |
جَدَاولُ أَمْثَالُ السُّيُوفِ الْقَوَاطِعِ |
فلمّا رأينَ الماءَ قفراً جنوبُهُ |
ولم يُقضَ إكراءُ العيونِ الهواجعِ |
فَحَوَّمْنَ وَاسْتَنْفَضْنَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ |
وبصبصنَ بالأذنابِ حولَ الشَّرائعِ |
صففنَ الخُدودَ والنفوسُ نواشزٌ |
عَلَى شَطِّ مَسْجُورٍ صَخُوبِ الضَّفَادِعِ |
فخضخضنَ بردَ الماءِ حتى تصوَّبتْ |
عَلَى الْهَوْلِ فِي الْجَارِي شُطُورُ الْمَذَارِعِ |
يُداوينَ منْ أجوافهنَّ حرارة ً |
بِجَرعٍ كَأَثْبَاجِ الْقَطَا الْمُتَتَابِعِ |
فلمّا نضحنَ الماءَ أنصافَ نضحهِ |
بِجَوْنِ لأَدْوَآءِ الصَّرَآئِرِ قَاصِعِ |
تَوَجَّسْنَ رِكْزاً مِنْ خَفِيٍّ مَكَانُهُ |
وإرنانَ إحدى المُعطياتِ الموانعِ |
يُحَاذِرْنَ أَنْ يَسْمَعْنَ تَرْنِيمَ نَبْعَة ٍ |
حدتْ فُوقَ حشرٍ بالفريصة ِ واقعٍ |
فأجلينَ عنْ حتفِ المنيَّة ِ بعدما |
دنا دنوة َ المُنصاعِ غيرِ المُراجعِ |
فَجَالَتْ عَلَى الْوَحْشِيِّ تُهْوِي كَأَنَّمَا |
بُروقٌ تحاكى أو أصابعُ لامعِ |
أُولئِكَ أَشْبَاهُ الْقِلاَصِ الَّتِي طَوَتْ |
بِنَا الْبُعْدَ مِنْ نَعْفَيْ قَساً فَالْمَضَاجِعِ |
لأخفافها باللَّيلِ وقعٌ كأنَّهُ |
على البيدِ ترشافُ الظِّماءِ السَّوابعِ |
أَغَذَّ بهَا الإِدْلاَجَ كلُّ شَمَرْدَلٍ |
مِنَ الْقَوْمِ ضَرْبِ اللَّحْمِ عَارِي الأَشاجِعِ |
فما أبنُ حتَّى إضنَ أنقاضَ شُقَّة ٍ |
حَرَاجِيجَ وَاحْدَوْدَبْنَ تَحْتَ الْبَرَاذِعِ |
فَطَارَتْ بُرُودُ الْعَصْبِ عَنَّا وَبُدِّلَتْ |
شُحُوباً وُجُوهُ الْوَاضِحِيْنَ السَّمَادِعِ |
تَجَلَّى السُّرَى عَنْ كُلِّ خِرْقٍ كَأَنَّهُ |
صفيحة ُ سيفٍ طرفهُ غيرُ خاشعِ |
تُغَلِّسُ أَسْدَامَ الْمِيَاهِ وَتَخْتَطِي |
معانَ المها والمُرئلاتِ الخواضعِ |
بمجلُوزة ِ الأفخاذِ بعدَ اقورارِها |
مُؤَلَّلَة ِ الآَذانِ عُفْرٍ نَزَائِعِ |
مُضَبَّرَة ٍ شُمٍّ أَعَالِي عِظَامِهَا |
معرَّقة ِ الألحي طوالِ الأخادعِ |
إذا ما نضونا جوزَ رملٍ علتْ بنا |
طريقة َ قُفٍّ مبرحٍ بالرَّواكعِ |
تَرَى رَعْنَهُ الأَقْصَى كَأَنَّ قُمُوسَهُ |
تَحَامُلُ أَحْوَى يَتْبَعُ الْخَيْلَ ظَالِعِ |
وحسَّرتُ عنها النيَّ حتى تركتُها |
عَلَى حَالِ إِحْدَى المُنْضَيَاتِ الضَّوَارِعِ |
إذا اغتبقتْ نجماً فغارَ تسحَّرتْ |
عُلاَلَة َ نَجْمٍ آخِرَ اللَّيْلِ طَالِعِ |
إِذَا مَاعَدَدْنَا يَاابْنَ بِشْرٍ ثقَاتِنَا |
عَدَدْتُكَ فِي نَفْسِي بِأُولَى الأَصَابِعِ |
أغرُّ ضياءً منْ أميَّة َ أشرفتْ |
بِهِ الذِّرْوَة ُ الْعُلْيَا عَلَى كُلِّ يَافِعِ |
أَتْتناكَ نَرْجُو مِنْ نَوَالِكَ نَفْحَة ً |
تَكُونُ كَأَعْوَامِ الْحَيَا الْمُتَتَابِعِ |
فجَادَ كَمَا جَادَ الْفُؤَادُ فَإِنَّمَا |
يداهُ كغيثٍ في البريَّة ِ واسعِ |