أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا |
بها السُّحمُ تردي والحمامُ الموشَّمُ |
كَأَنَّ أُنُوفَ الطَّيْرِ فِي عَرَصَاتِهَا |
خراطيمُ أقلامٍ تخطُّ وتعجمِ |
أَلاَ لاَ أَرَى مِثْلي يَحِنُّ مِنَ الْهَوَى |
ولا مثلَ هذا الشَّوقِ ولا يتصرَّمِ |
ولا مثلَ ما ألقى إذا الحيُّ فارقوا |
على أثرِ الأظعانِ يلقاهُ مسلمِ |
كفى حزَّة ً في النَّفسِ يا ميُّ إنَّني |
وإيَّاكِ في الأحياءِ لا نتكلَّمِ |
أزورُ حواليكِ البيوتَ كأنَّني |
إذا جئتُ عنْ إتيانِ بيتكَ محرمِ |
ونقضٍ كريمَ النَّضوِ ناجٍ زجرتهُ |
إِذَا الْعَيْنُ كَادَتْ مِنْ سُرَى اللَّيْلِ تَعْسِمُ |
ولمْ يكُ إلاَّ في السَّماءِ لمدلجٍ |
لمثلِ الذي يعلو منَ الأرضِ معلمِ |
جلالٌ خفيفُ الحلمِ حينَ تروعهُ |
إذا جعلتْ هوجُ المراسيلِ تحلمُ |
إِذَا لَحْمُهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ سَوَادُهُ |
وسادَ القرى عظمُ السَّراة ِ المقدَّمِ |
إِذَا عُجْتُ مِنْهُ لَجَّ وَهْمٌ وَمُشْرِفٌ |
طويلَ اللُّجانِ أهدلَ الشَّدقِ سرطمِ |
صَمُوتٌ إِذَا التَّصْدِيرُ فِي صُعَدَآئِهِ |
تصعَّدَ إلاَّ أنَّهُ يتزغَّمُ |
وَخَوْصَآءَ قَدْ كَلَّفْتُهَا الْهَمَّ دُونَهُ |
مِنَ الْبُعْدِ شَهْراً لِلْمَرَاسِيلِ مُجْذِمُ |
مَصَابِيحُهُ خَوصُ الْعُيُونِ كَأَنَّهَا |
قطاً خامسٌ سرى بهِ متيمِّمُ |
حَرَاجِيجُ مَمَّا ذَمَّرَتْ فِي نَتَاجِهَا |
بناحية ِ الشِّحرِ الغريرُ وشدقمُ |
قَلِيلٌ عَلَى أَكْوَارِهِنَّ اتِّقَآؤُنَا |
صَلاَ الْقَيْظِ إِلاَّ أَنَّنَا نَتَلَثَّمُ |
إِذَا مَا الأُرَيْمُ الْفَرْدُ ظَلَّ كَأَنَّهُ |
زُمَيْلَة ُ رُتَّاكٍ مِنَ الْجُونِ يَرْسِمُ |