رضينا الظبي من عناق الظبا
|
وضرب الطلا من وصال الطلا
|
وَلمْ نَرْضَ بالبَأسِ دونَ السّماحِ
|
ولا بالمحامد دون الجدا
|
وَقُمْنَا نَجُرّ ذُيُولَ الرّجَا
|
وَتَرْعَى العُيُونُ بُرُوقَ المُنَى
|
إلى أنْ ظَفِرْنَا بكَأسِ النّجيـ
|
ـعِ، فالرّمحُ يشرَبُ حتى انتَشَى
|
وَمِلْنَا عَلى القُورِ مِنْ نَقْعِنَا
|
باوسع منها واعلى بنا
|
وللخيل في ارضنا جولة
|
تَحَلّلَ عَنْهَا نِطَاقُ الثّرَى
|
اثرنا عليها صدور الرما
|
ح يمرح في ظلهن الردى
|
فجاءت تدفق في جريها
|
كما افرغت في الحياض الدلا
|
وليل مررنا بظلمائه
|
نُضَاوِي كَوَاكِبَهُ بِالظُّبَى
|
إذا مُدّتِ النّارُ بَاعَ الشُّعاعِ
|
مددنا اليها ذراع القرى
|
وَيَوْمٍ تَعَطَّفُ فِيهِ الجِيَا
|
د تشرق الوانها بالدما
|
فَمَا بَرِحَتْ حَلْبَة ُ السّابِقَا
|
ت توردنا عفوات المدى
|
بركض يصدع صدر الوها
|
دِ، حَتّى تَئِنّ قُلُوبَ الصّفَا
|
يَلُوذُ بِأبْيَاتِنَا الخَائِفُو
|
نَ، حَتّى طَرَائِدُ وَحْشِ الفَلاَ
|
وتصغى لنا فاريات الخطو
|
ب قواضب ما آجنت بالصدا
|
يبشرها بعد هماتنا
|
بان الحمام قريب الخطا
|
وَجَوٍّ تَقَلَّبُ فيهِ الرّيَا
|
ح بين الجنوب وبين الصبا
|
سللنا النواظر في عرضه
|
فَطَوّلَ مِنْ شأوِها المُنْتَضَى
|
تصافح منه لحاظ العيون
|
مَرِيضَ النّسِيمِ أرِيضَ الرُّبَى
|
وَإنّي عَلى شَغَفِي بالوَقَارِ
|
احن الى خطرات الصبا
|
ومما يزهدني في الزمان
|
ويجذبني عن جميع الورى
|
اخ ثقف المجد اخلاقه
|
وَأشْعَرَ أيّامَهُ بالعُلَى
|
وانكحه بهديّ السنا
|
وطلقه من قبيح النشا
|
وَقُورٌ، إذا زَعْزَعَتْهُ الخُصُو
|
مُ، وَانفَرَجَتْ حَلَقاتُ الحُبَى
|
اذا هزهز الرمح روّى السنا
|
نَ، وَاستَمطَرَ السّيفُ هامَ العِدَى
|
وَمَا هُوَ إلاّ شِهَابُ الظّلا
|
م صافح لحظي بحسن الرُّوا
|
يقص ومن غير سهم اصاب
|
وَيَرْمي، وَمِنْ غَيرِ قَوْسٍ رَمَى
|
فَغَيْثٌ يُعانِقُني في السّحَابِ
|
وبدر ينادمني في السما
|
سَقَاني عَلى القُرْبِ كاسَ الإخَا
|
ءِ مطلولة بنسيم الصفا
|
فلله كاس صرعت الهمو
|
م بسورتها وعقرت الاسا
|
وسرب تنفره بالرماح
|
وَوَعْدٍ تَعَفّرُهُ بِالعَطَا
|
وَمَاءٍ تُصَارِعُهُ بِالرّكَابِ
|
وجيش تقارعه بالقنا
|
وَيَوْمٍ تُسَوّدُهُ بِالعَجَاجِ
|
وَنَادٍ تُبَيّضُهُ بِالنّدَى
|
سَنَاءٌ تَبَلّدُ عَنْهُ السّمَاءُ
|
ومجد سها عن مداه السها
|
بَني خَلَفٍ أنْتُمُ في الزّمَانِ
|
غيوث العطاء ليوث الوغى
|
بدور اذا ازدحمت في الظلا
|
م شمر برديه عنها الدجى
|
حَرِيّونَ إنْ نُسِبُوا بالسّمَا
|
حِ، جَرِيّونَ في كُلّ أمرٍ عَرَا
|
لهم كل يوم الى الغادرين
|
جمع تقلقل عنه الفضا
|
حَلَفْتُ بِسابحَة ٍ في الفِجَاجِ
|
تمزج اخفافها بالذرى
|
وتنهض في صهوات الهجير
|
بين النعام وبين المها
|
بخطوٍ يمزق برد الصعيد
|
وركض يلطم وجه الملا
|
هَبَبْنَ، وَلَمْ تُغْرِهِنّ الحُداة ُ
|
فقام الهباب مقام الحدا
|
تَحُطّ رَحَائِلَهَا بالمَقَامِ
|
وتلقي ازمتها بالصفا
|
لقد حل ودك من مهجتي
|
بحَيْثُ يُقِيلُ الأسَى وَالإسَا
|
وحاشاك ان تستسر الوداد
|
وَتُرْمِدَ بالهَجْرِ طَرْفَ الهَوَى
|
لبذل الندى ان ثويت الثوى
|
وفل العدى ان سريت السرى
|
رايت عليا يرد الرسيل
|
حسير القوائم دامي القرى
|
اذا الركب حط بابوابه
|
تَنَفّضَ عَنْهُ غُبَارُ النّوَى
|
وان سلك البر هز الرعا
|
نَ، حتى يُنَفّرَ ذَوْدَ القَطَا
|
بِكُلّ مُعَوَّذَة ٍ بِالحَدِيـ
|
ـدِ، إنْ رَوّعَتْهَا نِبَالُ العِدَى
|
سَأشدُوا بذِكْرِكَ ما استَعبَرَتْ
|
مَطِيٌّ يُثَلِّمُ فيها الوَجَى
|
وَأُصْفيكَ وُدّي، وَبَعضُ الرّجا
|
ل يمزج بالود ماء القلا
|
يَخبطُ الضّلُوعَ عَلى إحْنَة ٍ
|
ويرعى الاخاء بعين العما
|
ولما ذكرتك حن الفؤا
|
د واعتل في مقلتي الكرى
|
فَلا زِلْتَ في رَقَداتِ النّعِيـ
|
ـمِ تَهْفُو بِلا مُوقِظٍ مِنْ أذَى
|
رياض تشق عليك النسيم
|
وَلَيْلٌ، يَمُجّ عَلَيْكَ الضّحَى
|