أشَوْقاً، وَمَا زَالَتْ لَهُنّ قِبَابُ
|
وذكر تصاب والمشيب نقاب
|
وغير التصابي للكبير تعلة
|
وغير الغواني للبياض صحاب
|
وما كل ايام المشيب مريرة
|
ولا كل ايام الشباب عذاب
|
أُؤّملُ مَا لا يَبلُغُ العُمْرُ بَعضَهُ
|
كأن الذي بعد المشيب شباب
|
وطعم لبازي الشيب لا بد مهجتي
|
اسف على راسي وطار غراب
|
لِدَاتُكَ إمّا شِبْتَ واتّبَعُوا الرّدَى
|
جميعاً واما ان رديت وشابوا
|
بُكَاءٌ على الدّنْيا وَلَيسَ غَضارَة ً
|
وماض من الدنيا وليس مآب
|
اذا شئت قلبت الرمان وصافحت
|
لِحاظي أُمُوراً، كُلّهُنّ عُجابُ
|
ضَلالاً لقَلْبي ما يُجنّ مِنَ الهَوَى
|
ومن عجب الايام كيف يصاب
|
يُعَذَّلُ أحيَاناً، وَيُعذَرُ مِثْلَها
|
ويستحسن البادي به ويعاب
|
وان افظ المالكين خريدة
|
وان اضن الباذلين كعاب
|
ولما ابى الاظعان الا فراقنا
|
وَللبَيْنِ وَعْدٌ لَيْسَ فيهِ كِذابُ
|
رجعت ودمعي جازع من تجلدي
|
يَرُومُ نُزُولاً للجَوَى فَيَهَابُ
|
وَأثقَلُ مَحمُولٍ عَلى العَينِ دَمعُها
|
إذا بَانَ أحْبَابٌ وَعَزّ إيَابُ
|
فمن كان هذا الوجد يعمر قلبه
|
فقلبي من داء الغرام خراب
|
وَمَنْ لَعِبَتْ بِيضُ الثّغُورِ بعَقْلِهِ
|
فعندي احر الباردين رضاب
|
يَعِفّ عَنِ الفَحشاءِ ذَيْلي، كأنّما
|
عَلَيْهِ نِطَاقٌ دُونَها وَحِجَابُ
|
اذا لم انل من بلدة ما اريده
|
فَمَا سَرّني أنّ البِلادَ رِحَابُ
|
وَهَلْ نافعي أنْ يَكثُرَ الماءُ في الدُّنَا
|
ولما يجرني ان ظمئت شراب
|
وَلي سَاعَة ٌ في كُلّ أرْضٍ، كأنّمَا
|
عَلى الجَوّ مِنها وَالعُيُونِ ضَبَابُ
|
بَعيدَة ُ أُولَى النّفْعِ مِنْ أُخْرَيَاتِهِ
|
وللطعن فيها جيئة وذهاب
|
وما بين خيلي والمطالب حاجز
|
وَلا دُونَ عَزْمي للظّلامِ حِجَابُ
|
جياد الى غزو القبائل تمتطي
|
وَأرْضٌ إلى نَيْلِ العَلاءِ تُجَابُ
|
وابلج وطاء على خد ليله
|
كما فارق للنصل المضي قراب
|
يَعَافُ طَعاماً مَا جَنَاهُ حُسَامُهُ
|
وخير من الطعم الذليل تراب
|
وَخُذْ ما صَفا في كُلّ دَهرٍ، فإنّما
|
ظَلامُ اللّيَالي، وَالرّمَاحَ جَنَابُ
|
وَمَا يَبْلُغُ الأعْداءُ مِنّي بِفَتْكَة ٍ
|
ودوني فناء للأمير وباب
|
تَسَاقَطُ أطْرَافُ الأسِنّة ِ دُونَهُ
|
وَتَنْبُو، وَلَوْ أنّ النّجُومَ حِرَابُ
|
لَبِستُ بهِ ثَوْباً مِنَ العِزّ، يُتّقَى
|
طِعَانٌ مِنَ البَلْوَى بهِ، وَضِرَابُ
|
دَعَوْتُ، فَلَبّاني، وَلوْ كنتُ داعِياً
|
سِوَاهُ مَضَى قَوْلٌ وَعَيَّ جَوَابُ
|
وان الطعايا من يمين محمد
|
لأمْطَرُ مِنْ قَطْرٍ مَرَاهُ سَحَابُ
|
لحَاظٌ كَمَا شَقّ العَجاجَ مُهَنّدٌ
|
ووجه كما جلى الظلام شهاب
|
بلا شافع يعطي الذي انت طالب
|
وَبَعْضُ مَوَاعِيدِ الرّجَالِ سَرَابُ
|
فَتًى تَقْلَقُ الأعداءُ مِنْهُ، كَأنّهُ
|
لَظَى نَاجِرٍ، وَالخالِعُونَ ضَبَابُ
|
اذا شاء ناب القول عن فعلاته
|
وقام مقام العضب منه كتاب
|
يُعَظَّمُ أحيَاناً، وَلَيسَ تَجَبُّرٌ
|
وينظر غضبانا وليس سباب
|
بَغيضٌ إلى قَلبي سِوَاهُ، وَإن غَدَتْ
|
لَهُ نِعَمٌ تَتْرَى إليّ رِغَابُ
|
وَعِبْءٌ عَلى عَيْنيّ رُؤيَة ُ غَيْرِهِ
|
ولو كان لي فيه منى وطلاب
|
فَلا جودَ إلاّ أنْ تَمَلّ مَطَامِعٌ
|
ولا عفو الا ان يطول عقاب
|
فداؤك قوم انت عال عليهم
|
شِدادٌ عَلى بَذْلِ النّوَالِ صِعَابُ
|
إذا بَادَرُوا مَجداً بَرَزْتَ، وَبَلّدُوا
|
وَإنْ طالَعُوا عِزّاً شَهِدْتَ وَغابُوا
|
وَقاؤكَ مِنْ ذَمّ العِدى خُلفُ نائلٍ
|
يَدُرّ، وَلَمْ تُرْبَطْ عَلَيهِ عِصَابُ
|
وَما كلّ مَن يَعلُو كقَدرِكَ قَدْرُهُ
|
ولا كل سام في السماء عقاب
|
وَمَا المَلِكُ المَنْصُورُ إلاّ ضُبَارِمٌ
|
لَهُ منكَ ظُفرٌ في الزّمانِ وَنَابُ
|
بعزمك يمضي عزمه في عدوه
|
مضَاءَ طَرِيرٍ أيّدَتْهُ كِعَابُ
|
تلافيت اسراب الرعية بعد ما
|
توقد اضغان لها وضباب
|
ولما طغى باد واضرم ناره
|
عَلى الغَدْرِ، إنّ الغَادِرِينَ ذِئَابُ
|
بَعَثْتَ لَهُ حَتْفاً بغَيرِ طَليعَة ٍ
|
تخب به قب البطون عراب
|
نزائع يعجمن الشكيم وقد جرى
|
عَلى كُلّ فَيفَاءٍ دَمٌ وَلُعَابُ
|
خَواطِرُ بالأيدي لَوَاعِبُ بالخُطَى
|
وللطعن في لباتهن لعاب
|
وَلا أرْضَ إلاّ وَهْيَ تَحثُو تُرَابَهَا
|
عليه وترميه رباً وعقاب
|
فَوَلّى وَوَلّيْتَ الجِيَادَ طِلابَهُ
|
وسالت مروج بالقنا وشعاب
|
تغامس في بحر الحديد وخلفه
|
لماء المنايا زخرة وعباب
|
وقد كان ابدى توبة لو قبلتها
|
وَلَوْ نَفَعَ الجَاني عَلَيْكَ مَتَابُ
|
كاني بركب حابس هو منهم
|
اقاموا بارض والجذوع ركاب
|
عَوَارِيَ إلاّ مِنْ دَمٍ فَتَأتْ بهِ
|
مَعاصِمُ مِنْ أسرِ الرّدَى وَرِقَابُ
|
ولله عار في بنانك متنه
|
يشب ومن لون المداد خضاب
|
امين على سر وليس حفيظة
|
وماض على قرن وليس ذباب
|
وما مسه مجد بلى ان راحة
|
لها نسب في الماجدين قراب
|
وَإنّي لأرْجُو مِنْكَ حَالاً عَظِيمَة ً
|
وَأمْراً أُرَجّي عِنْدَهُ وَأهَابُ
|
لعل زماني ينثني لي بعطفة
|
وَتَرْضَى مُلِمّاتٌ عَليّ غِضَابُ
|
وما انا ممن يجعل الشعر سلماً
|
الى الامر ان اغنى غناه خطاب
|
وليس مديح ما قدرت فان يكن
|
مديح على رغمي فليس ثواب
|
أبَى لي عَليٌّ وَالنّبيُّ وَفَاطِمٌ
|
جُدوديَ أنْ يُلوِي بعِرْضِيَ عَابُ
|
فلا تغض عن يوم العدو وليله
|
وَثَمّ طُلُوعٌ بِالأذَى وَغِيَابُ
|
فَقَد يَحمِلُ الباغي عَلى المَوْتِ نفسَه
|
اذا صفرت مما اراد وطاب
|
وخذ ما صفا من كل دهر فانما
|
غَضَارَتُهُ غُنْمٌ لَنَا وَنِهَابُ
|
وعش طالعاً في العز كل ثنية
|
عَلَيْكَ خِيَامٌ للعُلَى وَقِبَابُ
|