طلوع هداه الينا المغيب
|
وَيَوْمٌ تَمَزّقُ عَنْهُ الخُطُوبُ
|
لَقِيتُكَ في صَدْرِهِ شَاحِباً
|
ومن حلية العربي الشحوب
|
إلَيْهِ تَمُجُّ النّفُوسَ الصّدُورُ
|
وَفيهِ تُهَنّى العُيُونَ القُلُوبُ
|
تعزيت مستأنساً البعاد
|
والليث في كل ارض غريب
|
وَأحْرَزْتَ صَبْرَكَ للنّائِبَاتِ
|
وللداء يوماً يراد الطبيب
|
لحَا اللَّهُ دَهْراً أرَانَا الدّيَا
|
رَ يَنْدُبُ فِيهَا البَعيدَ القَرِيبُ
|
وَمَا كَانَ مَوْتاً، وَلَكِنّهُ
|
فراق تشق عليه الجيوب
|
لَئِنْ كنتَ لمْ تَستَرِبْ بالزّمَانِ
|
فقد كان من فعله ما يريب
|
رمى بك والامر ذاوي النبات
|
فآلَ، وَغُصْنُ المَعَالي رَطِيبُ
|
ولما جذبت زمام الزمان
|
أطَاعَ، وَلَكِنْ عَصَاكَ الحَبيبُ
|
ولما استطال عليك البعاد
|
وذلل فيك المطي اللغوب
|
رَجَوْتَ البُعَادَ عَلى أنّهُ
|
كَفيلُ طُلُوعِ البُدُورِ الغُرُوبُ
|
رَحَلْتَ، وَفي كُلّ جَفْنٍ دَمٌ
|
عَلَيكَ، وَفي كلّ قَلبٍ وَجيبُ
|
ولا نطق الا ومن دونه
|
عَزَاءٌ يَغُورُ وَدَمْعٌ رَبِيبُ
|
وَأنْتَ تُعَلّلُنَا بِالإيَا
|
بِ، وَالصّبرُ مُرْتَحِلٌ لا يُؤوبُ
|
وسر العدى فيك نقص العقول
|
واعلم ان لا يسر اللبيب
|
اما علم الحاسد المستغرّ
|
أنَّ الزّمَانَ عَلَيْه رَقِيبُ
|
قَدِمْتَ قُدُومَ رِقَاقِ السّحَا
|
بِ تَخُطُّ وَالرَّبعُ رَبعٌ جَدِيبُ
|
فما ضحك الدهر الا اليك
|
ـكَ مُذْبانَ في حاجبَيهِ القُطُوبُ
|
حَلَفْتُ بِمَا ضُمّنَتْهُ الحُجُونُ
|
وما ضم ذاك المقام الرحيب
|
لَقَدْ سرّكَ الدّهرُ في الغادِرينَ
|
بِعُذْرٍ تَضَاءَلُ فيهِ الذّنُوبُ
|
وَأجْلَى رُجُوعَكَ عَنْ حَاسِديـ
|
ـكَ هَذا قَتِيلٌ وَهَذا سَلِيبُ
|
تَحَرّقُ مِنكَ قُلُوبُ العُدا
|
ة غيظاً وانت ضحوك قطوب
|
وَأجهَلُ ذا النّاسِ مُسْتَنْهِضٌ
|
دُعَاءً إلى سَمْعِ مَنْ لا يُجِيبُ
|
زَعَانِفُ يَستَصْرِخُونَ العُلَى
|
وما استلب العز الا نجيب
|
وطال مقامك في منزل
|
تَطَلّعُ مِنْ جَانِبَيْهِ الحُرُوبُ
|
بضرب كما اشترطته السيوف
|
وطعن كما اقترحته الكعوب
|
ونجل تغلغل فيها الطعان
|
نُ، وَانشَقّ عَنها النّجيعُ الصّبيبُ
|
وَصُحْبَة ِ كُلّ غُلامٍ عَلَيْـ
|
ـهِ مِنْ سِمَة ِ العِزّ حُسْنٌ وَطيبُ
|
اذا خضب الرمح ادمى به
|
كَأنّ السّنَانَ بَنَانٌ خَضِيبُ
|
وَقَطعِكَ كُلَّ بَعِيدِ النّيَاطِ
|
كَأنّ الجَوَادَ بِهِ مُسْتَرِيبُ
|
وَأرْضاً، إذا مَا اجتَلاهَا الهَجيـ
|
هجير طلقها من يديه الضريب
|
وَمَا زَالَ مِنْكَ عَلى النّائِبَاتِ
|
مقام عظيم ويوم عصيب
|
فَيَوْمٌ حُسَامُكَ فيهِ الخَطيبُ
|
ويوم لسانك فيه الخطيب
|
طلبت لنفسك فاطلب لنا
|
مِنَ العِزّ، إنّ المُحَامي طَلُوبُ
|
وان كنت تانف من حبه
|
فان العلاء الينا حبيب
|
وما نحن انت وكل الى
|
دُعَاءِ العُلَى طَرِبٌ مُسْتَجيبُ
|
ونحن قسام الينا الشباب
|
وانت قسام اليك المشيب
|
على انه انت عين الزمان
|
وَعَيْشٌ بلا نَاظِرٍ لا يَطِيبُ
|
وَلَوْلاكَ مَا لَذّ طَعْمُ الفَخارِ
|
ولا راق برد العلاء القشيب
|
اترضى لمجدك ان لا يكون
|
لَنَا مِنْ عَطايَا المَعالي نَصِيبُ
|
فَلا يُقْعِدَنّكَ كَيْدُ الحَسُو
|
ود وانهض فكل مرام قريب
|
وحث الطلاب فانا نجد
|
وامض الامور فانا نتوب
|
وَلِمْ لا يَضِيفُ العُلَى مَنْ لَهُ
|
غَدِيرٌ مَعِينٌ وَمَرْعًى خَصِيبُ
|
لحَيّاكَ مِنّيَ، عِنْدَ اللّقَا
|
ءِ، خَلْقٌ عَجيبٌ وَخُلْقٌ أديبُ
|
وخلفتني غرس مستثمر
|
فَطالَ وَأوْرَقَ ذاكَ القَضِيبُ
|
ذَخَرْتُ لكَ الغُرَرَ السّائِرَاتِ
|
يعبر عنها الفؤاد الكئيب
|
تصون مناقبك الشاردات
|
ان تتخطى اليها العيوب
|
إذا نَثَرَتْهَا شِفَاءُ الرّوَا
|
ة راقك منها النظام العجيب
|
وَإنّي لأرْجُوكَ في النّائِبَاتِ
|
إذا جَاءَني الأمَلُ المُستَثيبُ
|