أغَدْراً يا زَمَانُ وَيا شَبَابُ
|
اصاب بذا لقد عظم المصاب
|
وما جزعي لان غرب التصابي
|
وَحَلّقَ عَنْ مَفَارِقيَ الغُرَابُ
|
فَقَبْلَ الشّيْبِ أسْلَفْتُ الغَوَاني
|
قلى ً وامالني عنها اجتناب
|
عفَفتُ عنِ الحِسانِ، فلَم يرُعني
|
المشيب ولم ينزقني الشباب
|
تجاذبني يد الايام نفسي
|
ويوشك ان يكون لها الغلاب
|
وَتَغدُرُ بي الأقارِبُ وَالأداني
|
فلا عجب اذا غدر الصحاب
|
نهضت وقد قعدن بي الليالي
|
فلا خيل أعنَّ ولا ركاب
|
وما ذنبي اذا اتفقت خطوب
|
مُغَالِبَة ٌ، وَأيّامٌ غِضَابُ
|
وَآمُلُ أنْ تَقي الأيّامُ نَفْسِي
|
وَفي جَنْبي لهَا ظِفْرٌ وَنَابُ
|
فما لي والمقام على رجال
|
دَعَتْ بهمُ المَطامعُ، فاستَجابُوا
|
وَلمْ أرَ كالرّجَاءِ اليَوْمَ شَيْئاً
|
تذل له الجماجم والرقاب
|
وَكَانَ الغَبْنُ لَوْ ذَلّوا وَنَالُوا
|
فكَيْفَ إذاً وَقَدْ ذَلّوا وَخَابُوا
|
يُرِيدُونَ الغِنَى ، وَالفَقْرُ خَيْرٌ
|
اذا ما الذل اعقبه الطلاب
|
وَبَعْضُ العُدْمِ مَأثَرَة ٌ وَفَخْرٌ
|
وَبَعضُ المَالِ مَنقَصَة ٌ وَعَابُ
|
بناني والعنان اذا نبت بي
|
رُبَى أرْضٍ وَرَحْلي وَالرّكَابُ
|
وَسَابِغَة ٌ كَأنّ السّرْدَ فيهَا
|
زلال الماء لمعه الحباب
|
من اللآئي يماط العيب عنها
|
إذا نُثِلَتْ لَدَى الرّوْعِ العِيابُ
|
اذا ادرعت تجنبت المواضي
|
معاجمها وقهقهت الكعاب
|
وَمُشْرِفَة ُ القَذالِ تَمُرّ رَهْواً
|
كمَا عَسَلَتْ على القاعِ الذّئَابُ
|
مجلية تشق بها يداها
|
كمَا جَلّى لِغَايَتِهِ العُقَابُ
|
وَمَرْقَبَة ٍ رَبَأتُ عَلى ذُرَاهَا
|
وَللّيْلِ انْجِفَالٌ وَانْجِيَابُ
|
بقرب النجم عالية الهوادي
|
يبيت على مناكبها السحاب
|
إلى أن لوح الصبح انفتاقا
|
كمَا جُلّي عَنِ العَضْبِ القِرَابُ
|
و قد عرفت توقلي المعالي
|
كمَا عَرَفَتْ تَوَقُّليَ العِقَابُ
|
وَنَقْبِ ثَنِيّة ٍ سَدّدْتُ فيهَا
|
أصَمَّ كَأنّ لَهْذَمَهُ شِهَابُ
|
لأِمْنَعَ جَانِباً وَأُفيدَ عِزّاً
|
وَعِزُّ المَرْءِ مَا عَزَّ الجَنَابُ
|
إذا هول دعاك فلا تهبه
|
فلم يبق الذين ابوا وهابوا
|
كُلَيْبٌ عاقَصَتْهُ يَدٌ، وَأوْدَى
|
عُتَيْبَة ُ يَوْمَ أقْعَصَهُ ذُؤابُ
|
سواء من اقل الترب منا
|
و من وارى معالمه التراب
|
وَإنّ مُزَايِلَ العَيْشِ اختِصَاراً
|
مُسَاوٍ للّذينَ بَقُوا، فَشابُوا
|
فاولنا العناء اذا طلعنا
|
إلى الدّنْيَا، وَآخرُنَا الذَّهَابُ
|
إلى كَمْ ذا التّرَدّدُ في الأمَاني
|
وَكَمْ يُلْوِي بنَاظِرِيَ السّرَابُ
|
و لا نقع يثار ولا قتام
|
و لا طعن يشب ولا ضراب
|
و لا خيل معقدة النواصي
|
يَمُوجُ عَلى شَكَائِمِهَا اللُّعَابُ
|
عليها كل ملتهب الحواشي
|
يُصِيبُ مِن العَدُوّ وَلا يُصَابُ
|
أمَامَ مُجَلْجِلٍ كاللّيْلِ تَهوِي
|
أوَاخِرَهُ، الجَمَايلُ وَالقِبَابُ
|
وَأينَ يَحِيدُ عَنْ مُضَرٍ عَدُوّ
|
اذا زخرت وعب لها العباب
|
وَقدْ زَأدَتْ ضَرَاغِمُها الضّوَارِي
|
و قد هدرت مصاعبها الصعاب
|
هنالك لا قريب يرد عنا
|
و لا نسب نيط بنا قراب
|
سأخطبها بحد السيف فعلاً
|
إذا لمْ يُغْنِ قَوْلٌ، أوْ خِطَابُ
|
وآخُذُهَا، وَإنْ رُغِمَتْ أُنُوفٌ
|
مُغالَبَة ً، وَإنْ ذَلّتْ رِقَابُ
|
و إن مقام مثلي في الأعادي
|
مُقَامُ البَدْرِ تَنْبَحُهُ الكِلابُ
|
رَمَوْني بِالعُيُوبِ مُلَفَّقَاتٍ
|
و قد علموا بأني لا أعاب
|
و أني لا تدنسني المخازي
|
و أني لا يروعني السباب
|
وَلَمّا لَمْ يُلاقُوا فيّ عَيْباً
|
كسوني من عيوبهم وعابوا
|