لنا كل يوم رنة خلف ذاهب
|
ومستهلك بين النوى والنوادب
|
وقلعة اخوان كانا وراهم
|
نُرامِقُ أعجَازَ النّجومِ الغَوارِبِ
|
نوادع احداث الليالي على شقى ً
|
من الحرب لو سالمن من لم يحارب
|
وَنأمُلُ مِنْ وَعدِ المُنى غيرَ صَادِقٍ
|
ونأمن من وعد الردى غير كاذب
|
وَما النّاسُ إلاّ دارِعٌ مِثْلُ حاسِرٍ
|
يُصابُ، وَإلاّ داجنٌ مثلُ سَارِبِ
|
الى كم نمنى بالغرور وننثني
|
بِأعْنَاقِنَا للمُطْمِعَاتِ الكَوَاذِبِ
|
وهل ينفع المغرور قرب للنوى
|
تَلَوُّمُ مَغْرُورٍ بِأرْجَاءِ جَاذِبِ
|
لُزِزْنا مِنَ الدّهرِ الخَؤونِ بمِصْدَمٍ
|
يحطم اشلاء القرين المجاذب
|
هوَ القدَرُ المَجلوبُ من حيثُ لا يُرَى
|
وَأعْيَا عَلَيْنَا رَدُّ تِلْكَ الجَوَالِبِ
|
نُراعُ إذا ما شيكَ أخمَصُ بَعضِنا
|
وَأقدامُنَا مَا بَينَ شَوْكِ العَقارِبِ
|
ونمسي بامال الدنيا سمام لطاعم
|
وَخَوْفٌ لمَطْلُوبٍ، وَهُمٌّ لِطَالِبِ
|
تصدى لنا قرب الموامق ذي الهوى
|
ويختلنا كيد العدو المجانب
|
وَإنّا لَنَهْواهَا عَلى الغَدْرِ وَالقِلى
|
ونمدحها مع علمنا بالمعائب
|
وحسبي من ضراء دهري انني
|
أُقِيمُ الأعادي لي مَقَامَ الحَبَائِبِ
|
ألم يأن يا للناس هبة نائم
|
رأى سيرة الايام اوجد لاعب
|
حدت بعصاها لآل ساسان والتوت
|
يَداهَا بِآلِ المُنْذِرَيْنِ الأشَاهِبِ
|
وحلت على اطلال عاد وحمير
|
سنابكها حل الجياد اللواغب
|
نزلن قباب المنذر بن محرق
|
واندية الشم الطوال بمارب
|
نبا ببني العنقاء ناب وقعقعت
|
عماد بني الريان احدى الشواعب
|
فقادتهم قود الايانق في البرى
|
وَزَمّتْهُمُ زَمَّ القُرُومِ المَصاعِبِ
|
أهَبّتْ عَلَيهِمْ قاصِفاً مِنْ رِيَاحِها
|
فطاروا كما ولى جفاء المذانب
|
مَسِيرٌ مَعَ الأقْدارِ مَا فيهِ وَنْيَة ٌ
|
وَلا وَقْعَة ٌ بَعْدَ اللُّغُوبِ لِرَاكِبِ
|
وَمَنْ كَانَتِ الأيّامُ ظَهْراً لرَحْلِهِ
|
فيا قرب ما بين المدى والركائب
|
ومن اصبح المقدار حادي مطيه
|
أجَدّ بِلا رُزْءٍ، وَلا سَوْطِ ضَارِبِ
|
على مثلها يدمي الحليم بنانه
|
عِضاضاً على أيدي المَنايا السّوَالِبِ
|
عَلى أيّ خَلقٍ آمَنُ الدّهرَ بَعدَما
|
تَبَاعَدَ مَا بَيْني وَبَينَ الأقَارِبِ
|
سِنانُ عُلًى ، عُزّي، قَناتي، وَمَضْرَبٌ
|
مِنَ المَجدِ مُستَثنًى بهِ من مَضَارِبي
|
ولما طوى طي البرود واقبلوا
|
يُهَادُونَهُ بَينَ الطُّلَى وَالمَناكِبِ
|
صبرت عليه اطلب النصر برهة
|
من الدّهرِ ثمّ انقدتُ طوْعَ الجَواذِبِ
|
تَقَطّعَتِ الأسبابُ بَيْني وَبَيْنَهُ
|
فلم تبق الا علقة للمناسب
|
لَئِنْ لمْ نُطِلْ لَدْمَ التّرَائِبِ لوْعة ً
|
فان لنا لدما وراء الترائب
|
يتم تمام الرمح زادت كعوبه
|
وتهتز للحمد اهتزتاز القواضب
|
بمَطْرُورَة ِ الأنْيَابِ عُوجِ المَخالِبِ
|
وَلا الرّيقُ في كَرّ الرّزايَا بناضِبِ
|
يداهي ضباب القاع وهو كانه
|
من اللين غمر غير جم المذاهب
|
إذا طَبَعَ الآرَاءَ مَاطَلَ غَرْبَهَا
|
فلم يمضها الا باذن العواقب
|
منَ القَوْمِ حَلّوا في المَكارِمِ وَالعُلى
|
بمُلتَفّ أعياصِ الفُرُوعِ الأطايِبِ
|
اقاموا بمستن البطاح ومجدهم
|
مكان النواصي من لؤي بن غالب
|
بهاليل ازوال تعاج اليهم
|
صدور القوافي أو صدور النجائب
|
عِظَامُ المَقارِي يُمطِرُونَ نَوَالَهُمْ
|
بايدي مساميح سباط الرواجب
|
إذا طَلَبُوا الأعداءَ كانُوا نَغيضَة ً
|
ليَوْمِ الوَغَى من قَبلِ جَرّ الكتائِبِ
|
وَباتُوا مَبيتَ الأُسدِ تَلتمسُ القِرَى
|
بمطورة الانياب عوج المخالب
|
و اضحوا على الاعواد تسمو لحاظهم
|
كلمح القطاميات فوق لمراقب
|
فماشئت من داع إلى الله مسمع
|
وَمِنْ ناصِرٍ للحقّ ماضِي الضّرَائِبِ
|
هم استخدموا الاملاك عزاً وارهفوا
|
بَصائِرَهُمْ بَعدَ الرّدَى وَالمَعاطِبِ
|
وَهمْ أنزَلوهُمْ بَعدَما امتَدّ غَيُّهمْ
|
جَماماً على حُكمٍ من الدّينِ وَاجبِ
|
تَسَامَوْا إلى العِزّ المُمَنَّعِ، وَارْتَقَوْا
|
من المَجدِ أنشازَ الذُّرَى وَالغَوَارِبِ
|
على ارث مجد الاولين تعلقوا
|
ذوائب اعناق العلى والمناصب
|
بحَيثُ ابتَنَتْ أُمُّ النّجُومِ مَنَارَهَا
|
وَأوْفَتْ رَبَايَا الطّالِعاتِ الثّوَاقِبِ
|
لهم ورق من عهد عاد وتبع
|
حَديدُ الظُّبَى إلاّ انثِلامَ المَضَارِبِ
|
فضالات ما ابقى الكلاب وطخفة
|
وما أسأر الابطال يوم الذنائب
|
بهن فلول من وريدي عتيبة
|
ونضخ نجيع من ذؤاب بن قارب
|
تُقَلقَلُ في الأغمادِ هَزْلاً، وَخَطبها
|
جَسِيمٌ إذا جُرّبنَ بَعضَ التجارِبِ
|
غدوا الى هدم الكواهل والطلى
|
وَعَوْدٌ إلى حَذْفِ الذُّرَى وَالعَرَاقِبِ
|
لتبك قبور افرغ الموت تحتها
|
سِجَالَ العَطَايَا بَعدَهُمْ وَالرّغائبِ
|
وَطابَ ثَرَاها، وَالثّرَى غَيرُ طَيّبٍ
|
وَذابَ نَداها، وَالنّدى غَيرُ ذائِبِ
|
كَأنّ اليَمَاني ذا العِيَابِ بِأرْضِها
|
يقلب من دارين ما في الحقائب
|
اذا اجتاز ركب كان اجود عندها
|
بعقر المطايا من سحيم وغالب
|
افي كل يوم يعرق الدهر اعظمي
|
وَيَنهَسُ لحمي جَانِباً بَعدَ جانِبِ
|
فَيَوْماً رَزَايَا في صَديقٍ مُصَادِقٍ
|
و يوماً رزايا في قريب مقارب
|
فَكَمْ فَلّ منّي ساعِداً بَعد ساعِدٍ
|
وَكَمْ جَبّ منّي غارِباً بَعدَ غارِبِ
|
و فادحة يستهزم الصبر باسمها
|
وَتُظمَى إلى مَاءِ الدموعِ السّوَاكِبِ
|
صَبَرْنَا لهَا صَبرَ المَناكِبِ حِسبَة ً
|
إذا اضطرت الناس اضطراب الذوائب
|
تُعَاصِي أنَابِيبُ الحُلُومِ جَلادَة ً
|
و تعهفوا يراعات العقول العوازب
|
كظوماً على مثل الجوائف اتعبت
|
نطاسيها من قارف بعد جالب
|
تحل الرزايا بالرجال وتنجلي
|
ورب مصاب ينجلي عن مصائب
|
مِنَ اليَوْمِ يَستَدعي مَنازِلَكَ البكا
|
إذا مَا طَوَى الأبوابَ مَرُّ المَواكِبِ
|
وَتَضْحَكُ عنكَ الأرْضُ أُنساً وَغبطة
|
وَتَبكيكَ أخْدانُ العُلَى وَالمَنَاقِبِ
|
سقاك الحيا إن كان يرضي لك الحيا
|
بغر الاعالي مظلمات الجوانب
|
تمد بارداف ثقال وترتمي
|
على عجرفيات الصبا والجنايب
|
كَأنّ لِوَاءً يَزْدَ حِمْنَ وَرَاءَهُ
|
إذا اختَلَجَ البرْقُ ازْدحامَ المَقَانِبِ
|
بودق كاخلاق العشار استفاضها
|
تداعي رغاء من مبس وحالب
|
يقر بعيني ان تطيل مواقفاً
|
عليك مجر المدجنات الهواضب
|
و إن ترقم الأنواء تربك بعدها
|
بكُلّ جَديدِ النَّورِ رقمَ الكَوَاكِبِ
|
ذَكَرْتُكُمُ، وَالعَينُ غَيرُ مُحيلَة ٍ
|
فانبطت غدران الدموع السواكب
|
وَمَا جَالَتِ الألحَاظُ إلاّ بِقَاطِرٍ
|
وَلا امتَدّتِ الأنفاسُ إلاّ بحَاصِبِ
|
وَهَلْ نافعي ذِكْرُ الأخِلاّءِ بَعْدَهُ
|
جَرَى بَينَنا مَوْرُ النَّقَا وَالسّبَاسِبِ
|