سَما كَبطونِ الأُتنِ رَيعانُ عارِضٍ
|
تُزَجّيهِ لَوْثَاءُ النّسِيمِ جَنُوبُ
|
رغا بين دوح الواديين برعده
|
رغاء مطايا مسهن لغوب
|
بصير برمي القطر حتى كانه
|
على الرمل قارئُ السهام نجيب
|
تدافع اما برقة فصوارم
|
جَلاءً، وَأمّا عَرْضُهُ فكَثِيبُ
|
اذا ما اراق الماء اسفر وجهه
|
وَيَغدُو بِعِبْءِ المَاءِ، وَهْوَ قَطوبُ
|
سَهِرْتُ لَهُ نَابي الوِسَادَة ِ، بَرْقُهُ
|
يحوم على اعناقه ويلوب
|
فؤادي بنجد والفتى حيث قلبه
|
أسِيرٌ، وَمَا نَجْدٌ إليّ حَبِيبُ
|
وَمَا لي فِيهِ صَبْوَة ٌ غَيْرَ أنّني
|
خلعت شبابي فيه وهو رطيب
|
بلى ان قلباً ربما التاح لوحة
|
فَهَلْ مَاؤهُ للوَارِدِينَ قَرِيبُ
|
ألاَ هَلْ تَرُدّ الرّيحُ، يا جَوّ ضَارجٍ
|
نَسيمَكَ يَحْلَوْلي لَنَا وَيَطِيبُ
|
وَهَلْ تَنْظُرُ العَيْنُ الطّلِيحَة ُ نظرَة ً
|
إلَيك، وَمَا في المَاقِيَيْنِ غُرُوبُ
|
وما وجد ادمأ الاهاب مروعة
|
لاحشائها تحت الظلام وجيب
|
ترود طلا اودت به غفلاتها
|
وفي كل حي للمنون نصيب
|
بغومٍ عَلى آثَارِهِ، وَقَدِ اكْتَسَى
|
ظَلامَ الدّيَاجي غَائِطٌ وَسُهُوبُ
|
فَلَمّا أضَاءَ الصّبْحُ لاحَ لعَيْنِهَا
|
دم بين ايدي الضاريات صبيب
|
كوَجدي وَقَدْ عَرّى الشّبابُ جَوادَه
|
وَغَيّرَ لَوْنَ العَارِضَيْنِ مَشِيبُ
|
ولكنها الايام اما قليبها
|
فمكدٍ واما برقها فخلوب
|
إذا مَا بَدَأنَ الأمرَ أفسَدْنَ عَقبَهُ
|
وَعَفّى عَلى إحسَانِهِنّ ذُنُوبُ
|
فَلِلّهِ دَرّي يَوْمَ أنْعَتُ قَوْلَة ً
|
لها في رؤوس السامعين دبيب
|
ولله دري يوم اركب همة
|
الى كل ارض اغتدي وأؤوب
|
وكمْ مَهمَة ٍ جاذَبتُ بالسّيرِ عَرْضَهُ
|
وَغالَبتُهُ بالعَزْمِ، وَهوَ غَلُوبُ
|
وَلَيْلٍ رَأيتُ الصّبحَ في أُخْرَيَاتِهِ
|
كمَا انسَلّ من سِرّ النّجادِ قَضِيبُ
|
سريت به اوفي على كل ربوة
|
وَلَيسَ سِوَى نَجْمٍ عَليّ رَقيبُ
|
وَأزْرَقِ مَاءٍ قَدْ سَلَبْتُ جُمامَه
|
يعوم الشوى في غمره ويغيب
|
وَهَاجِرَة ٍ فَلَّلْتُ بالسّيرِ حدّها
|
ولا ظل الا ذابل ونجيب
|
وَألأمِ مَصْحُوبٍ قَذَفْتُ إخَاءَهُ
|
عَنِ الرّوْعِ وَالإصْباحُ فيه مُرِيبُ
|
حَبَسْتُ بِهِ قَلْباً جَرِيّاً على الرّدى
|
وقد رجفت تحت الصدور قلوب
|
وطعنة رمح قد خرطت نجيعها
|
كمَا مَاجَ فَرْغٌ في الإنَاءِ ذَنُوبُ
|
وضربة سيف قد تركت مبينة
|
وحاملها عمر الزمان معيب
|
والام مصحوب قذفت اخائه
|
كمَا قَذَفَ المَاءَ المَرِيضَ شَرُوبُ
|
وَمَنْ كَانَ مَا فَوْقَ النّجومِ طِلابُه
|
أمَلّ عَنَاءٌ قَلْبَهُ وَدُؤوبُ
|
نَظَرْتُ إلى الدّنْيَا بِعَينٍ مَرِيضَة ٍ
|
وَمَا ليَ مِنْ داءِ الرّجَاءِ طَبِيبُ
|
وَمَنْ كانَ في شُغلِ المُنَى فَفراغُهُ
|
منال الاماني اوردى وشعوب
|
فَما لي طُولَ الدّهرِ أمشِي كَأنّني
|
لفَضْليَ في هَذا الزّمَانِ غَرِيبُ
|
إذا قُلتُ قَدْ عَلّقتُ كَفّي بصَاحبٍ
|
تعود عواد بيننا وخطوب
|
وَمَا فيهِ شَيْءٌ خَالِدٌ لمُكَادِحٍ
|
وكل لغايات الامور طلوب
|