أبَا حَسَنٍ! أتَحسَبُ أنّ شَوْقي
|
يَقِلّ عَلى مُعارَضَة ِ الخُطُوبِ
|
وانك في اللقاء تهيج وجدي
|
وامنحك السلو على المغيب
|
وَكَيْفَ، وَأنْتَ مُجتَمَعُ الأماني
|
ومجني العيش ذي الورق الرطيب
|
يهش لكم على العرفان قلبي
|
هشاشته الى الزور الغريب
|
وَألفُظُ غَيرَكُمْ، وَيَسوغُ عندي
|
ودادكم مع الماء الشروب
|
ويسلس في اكفكم زمامي
|
وَيَعْسُو عِندَ غَيرِكُمُ قَضِيبي
|
وَبي شَوْقٌ إلَيْكَ أعَلَّ قَلْبي
|
وَمَا لي غَيرَ قُرْبِكَ مِنْ طَبيبِ
|
أغَارُ علَيكَ من خَلَوَاتِ غَيرِي
|
كما غار المحب على الحبيب
|
وَما أحظَى ، إذا مَا غِبتَ عَنّي
|
بحسن للزمان ولا بطيب
|
أُشَاقُ، إذا ذَكَرْتُكَ من بَعيدٍ
|
واطرب ان رأيتك من قريب
|
كانك قدمة الامل المرجى
|
عَلَيّ، وَطَلْعَة ُ الفَرَجِ القَرِيبِ
|
إذا بُشّرْتُ عَنْكَ بِقُرْبِ دارٍ
|
نَزَا قَلْبي إلَيْكَ مِنَ الوَجيبِ
|
مراح الركب بشر بعد خمس
|
بِبَارِقَة ٍ تَصُوبُ عَلى قَلِيبِ
|
أُسَالِمُ حِينَ أُبْصِرُكَ اللّيَالي
|
وَأصْفَحُ للزّمَانِ عَنِ الذُّنُوبِ
|
وانسى كلما جئت الرزايا
|
عَليّ مِنَ الفَوَادِحِ وَالنُّدُوبِ
|
تَميلُ بي الشّكُوكُ إلَيكَ حَتّى
|
اميل الى المقارب والنسيب
|
وَتَقْرَبُ في قَبيلِ الفَضْلِ مِنّي
|
على بعد القبائل والشعوب
|
أكَادُ أُرِيبُ فيكَ، إذا التَقَيْنَا
|
من الانفاس والنظر المريب
|
واين وجدت من قبلي شبابا
|
يحن من الغرام على مشيب
|
إذا قَرُبَ المَزَارُ، فَأنْتَ مِنّي
|
مكان الروح من عقد الكروب
|
وَإنْ بعُدَ اللّقَاءُ عَلى اشتِيَاقي
|
تَرَامَقْنَا بِألحَاظِ القُلُوبِ
|