بانَتْ سُلَيْمى وأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَضَبَا |
وَزَوَّدُوكِ، وَلَم يَرْثُوا لَكَ الْوَصَبَا |
قالتْ سلامة ُ : أين المالُ ؟ قلتُ لها : |
المال ـ ويحك ـ لاقى الحمدَ فاصطحبا |
الحمدُ فرق مالي في الحقوقِ ، فما |
أبقين ذماً ، ولا أبقينَ لي نشبا |
قالتْ سلامة ُ : دعْ هذي اللبون لنا ، |
لِصِبْيَة ٍ، مِثْلِ أَفْرَاخِ الْقطا، زُغُبا |
قُلْتُ: احْبسِيَها، فَفِيهَا مُتعة ٌ لَهُمُ |
إنْ لَمْ يُنِخْ طارِقٌ يَبْغي القِرى سَغِبا |
لمَّا احتبى الضيفُ واعتلتْ حلوبتها |
بَكَى الْعِيالُ، وَغَنَّتْ قِدْرُنَا طَرَبا |
هذي سبيلي ، وهذا ـ فاعلمي ـ خلقي ، |
فارضي به ، أو فكوني بعض من غضبا |
مَا لاَ يَفٌوتُ، وَمَا قَدْ فَاتَ مَطْلَبُهُ |
فَلَنْ يَفُوتَني الرِّزْقٌ الَّذِي كُتِبا |
أسعى لأطلبَه والرِّزقُ يطلبني |
والرِّزْقُ أَكْثَرُ لِي مِنِّي لَهُ طَلَبا |
هل أنتَ واجدُ شيءٍ لو عنيتَ به |
كالأجرِ والحمد مُرتاداً ومكتسبَا ؟ |
قومٌ جوادهمُ فردٌ ، وفارسهمْ |
فردٌ ، وشاعرهم فردٌ ، إذا نسِبا |