عاذِلي ! لو شئتَ لمْ تلمِ |
إِنَّ سَمْعي عَنْكَ في صَمَمِ |
فارضَ منْ سرّي علانيتي |
أَنِفَتْ مِن رَفضِها شِيَمي |
فارْعَ سَرْحَ اللَّهوِ مُغْتَدِياً |
غيرَ مستبطٍ ولا سئمِ |
وأقمْ بالسُّوس معتكفاً |
كاعتكافِ الطيرِ بالحرمِ |
واشْرَبِ الراحَ التي حُجبَتْ |
عنْ عيونِ الدهرِ بالختمِ |
نارُها شَمْسٌ ومَشْرَبُها |
صَيِّبٌ، مِن واكِفٍ سَجِمِ |
فدعا صنوانَها لقحٌ |
لَم يَكُنْ حَملاً على عٌقُمِ |
وانُثَنَتْ أَفياءُ نَبْعَتِها |
عنْ نباتٍ سالَ كالجمِ |
بعناقيدٍ معثكلة ٍ |
كشُعورِ الزِّنْجِ في الحمَم |
وَدَعاها الطَّلْقُ فانفَطَرَتْ |
لِولادٍ لَيْسَ في الرَّحم |
فَتَهادَتْها ثَمودُ إِلَى |
قومها منْ وارثي إرمِ |
وتخطَّتها العصورُ فلوْ |
نَطَقَتْ في الكأسِ بالكَلِمِ |
ثمَّ أدَّتْ كلَّ ما شهدتْ |
منْ قرونِ النّاسِ والأممِ |
فاقتنتها فتية ٌ سمحٌ |
منْ أناسٍ سادة ٍ هضمُ |
فاسْتَنارَتْ في أَكُفِّهِمُ |
كسنا النيرانِ في الأجمِ |
لأَجَابَتْ عَنْ ولادتِها |
فمتى أنزلْ بها أقمِ |
فِي نَواحي هَيكلٍ أَرِجٍ |
عاكفاً فيهِ على صنمِ |
نقشتْ بالحسنِ صورتهُ |
مِن ذُرَى قَرْنٍ إِلَى قَدَمِ |
فإذا سَكَّنْتَ رَوعَتَهُ |
وَرَعَى في مُقْلَتَيهِ فَمي |
عادَ لي قُطْبُ السُّرُورِ كما |
كنتُ معتاداً على القدمِ |